تقارير

عادت للنشاط مع تزايد التوترات بالمنطقة.. أين تتمركز ميليشيات إيران في سوريا؟

مع ترقب الردّ الإيراني على إسرائيل، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، يبرز على الواجهة ملف الميليشيات الإيرانية الموجودة في سوريا.

يأتي ذلك بعدما كشف مصدر بالمرصد السوري عن تحرّكات لميليشيات تابعة لإيران عبر معبر السكك في البوكمال قادمة من العراق، في مشهد وصفه بغير الاعتيادي.

وأكد المصدر أن قيادة الميليشيات في محافظة دير الزور السورية، الخميس، رفعت حالة التأهب للدرجة القصوى في مناطق سيطرتها، واستدعت عناصر وقادة المجموعات من جنسيات سورية وغير سورية من إجازاتهم، مؤكدا أنّه تم إدخال دفعة جديدة من الأسلحة.

ضربات في عمق سوريا

منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، كثفت إسرائيل عملياتها الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع عسكرية مرتبطة بإيران وحزب الله اللبناني، لتقليص قدراتهما في سوريا ومنع نقل الأسلحة المتطورة.

ونفذت تل أبيب نحو 50 ضربة جوية في سوريا خلال الـ6 أشهر التي تلت 7 أكتوبر 2023، شملت مطارات حلب، نيرب العسكري، دمشق، والمزة العسكري، بالإضافة إلى مستودعات الأسلحة ومراكز قيادة والسيطرة، ما أسفر عن مقتل نحو 20 من ضباط الحرس الثوري الإيراني، وأكثر من 30 قائدا ومقاتلا من حزب الله.

ومنذ تدخلها أول مرة لدعم الحكومة السورية في الحرب، تهتم إيران بتأمين الطريق الاستراتيجي الذي يخترق العراق نحو سوريا ومن ثم لبنان، والذي يرمز إليه بطريق طهران- بغداد- دمشق- بيروت، والذي تسيطر عليه إيران بشكل كامل كحزام بريّ لنقل الأسلحة والعتاد لحلفائها مثل حزب الله في لبنان والمليشيات في العراق.

وبحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، فإن أهم ما يشغل بال نظام طهران في سوريا هو:

استمرار الممر البري من طهران إلى بيروت، والسيطرة على شواطئ البحر المتوسط، وعقد اتفاقيات مع الحكومة السورية لعقود مقبلة، والسيطرة على قطاعات الصحة والكهرباء والغذاء والتمويل، وتوسيع نطاق الدعم الإيراني “الاستشاري والمالي والعسكري”

وبلغت قيمة التجارة الإيرانية في سوريا 869 مليار دولار، ووفقا لدراسة أمريكية، يبلغ حجم الميلشيات الإيرانية في سوريا نحو 100 ألف مقاتل. هذه القوات تتوزع في 70 ميليشيا، ولعل أبرزها:

لواء فاطميون: يتكون من الأفغانيين.

لواء زينبيون: من الباكستانيين.

حزب الله اللبناني والعراقي.

لواء أبو الفضل العباس.

حركة النجباء: من العراقيين.

لواء صعدة: من اليمنيين.

ورصدت الدراسة الأمريكية، أن الميلشيات الإيرانية تمتلك 570 موقعا داخل سوريا، منها 55 قاعدة عسكرية و515 نقطة عسكرية، وفي دير الزور وحدها يوجد 7 قواعد عسكرية و70 نقطة عسكرية تابعة لإيران.

الدراسة رصدت أيضا أن إجمالي إنفاق إيران على ميليشياتها في سوريا والعراق واليمن يقدر بنحو 16 مليار دولار سنويا، بينما ينفق النظام الإيراني نحو 700 مليون دولار سنويا لدعم ميليشيات حزب الله اللبناني.

وتطرقت الدراسة التي صدرت عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، إلى أنه منذ بدء الحرب في غزّة، تم رصد زيادة في حركة شحنات الأسلحة، وخاصة في غرب الفرات ونقلها من العراق صوب سوريا.

وفي السياق أيضا، تم رصد ضعف قوات سوريا الديمقراطية، المتحالفة مع الولايات المتحدة، والتي تسيطر على منطقة دير الزور الحدودية منذ سنوات.

وحظيت الميليشيات المدعومة من قبل إيران، بدعم القائد العسكري المحلي، الشيخ إبراهيم الهفل زعيم قبائل (العكيدات)، لمواجهة سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، للتغطية على حركة شحنات الأسلحة الضخمة.

لماذا دير الزور؟

تحظى محافظة دير الزور السورية بأهمية خاصة لدى نظام طهران، فهي تشكل الجسر الرابط للميليشيات الإيرانية بين سوريا والعراق في محيط نهر الفرات، ولذلك في حال ضعفت أو فقد الإيرانيون هذه النقطة سيكون من المستحيل العثور على ممر من طهران إلى ساحل البحر المتوسط إلا عبر الجو، خاصة مع احتفاظ الولايات المتحدة بوجود عسكري في قاعدة “التنف” في حمص المجاورة.

ولا تتوقّف إيران عن محاولات زيادة نفوذها الثقافي والطائفي في سوريا، من خلال زيادة افتتاح المراكز الثقافية في مناطق متعددة وخاصة دير الزور.

ورصدت شبكة “دير الزور 24″، مؤخّرا مركزين ثقافيين في دير الزور المدينة، ومع أنّ أنشطة هذه المراكز الثقافية متعدّدة منها دورات الكومبيوتر والرحلات الكشفية، فإنّها تستعرض كذلك تاريخ إيران ودورات لتعليم اللغة الفارسية وترغيب الملتحقين بكل ما هو إيراني، وبشكل ناعم وتدريجي التشيّع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى