اليمن

صدمة التفاهة.. وقدرات الحوثيين

لازالت الجماعة الفهلوية التي تروج للكذب، تبيع الماء في حارة السقائين، ولأن السوق راكد فهي تضطر لتقديم خدمات سقي ماء البحر المالح مجانا على ضفاف الأنهار العذبة

المستجدات في الساحة الإقليمية والدولية بالذات ما شهدته غزة والبحر الأحمر صدمت فعليا الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والأوربيين، فلم يكن لدى واشنطن ولندن وحلفائهما معلومات دقيقة عن قدرات حماس الفلسطينية والحوثيين في اليمن، ولا حتى عن الاستراتيجية الإيرانية العابرة للحدود والمتعدية للخطوط الحمراء، حتى تفاجئوا بهجوم السابع من اكتوبر وسيطرة إيرانية شاملة على البحر الأحمر ، فلماذا كانت الصدمة؟ ولماذا لم يتوقعوا الحدث؟

خلال الثلاثة العقود الماضية وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي شعرت أمريكا وبريطانيا بالحاجة لإعادة رسم الجغرافيا في الشرق الأوسط من أجل تحقيق العديد من المكاسب مثل :

1) إضعاف الحركات السياسية المناهضة للغرب اليسارية والقومية والإسلامية من خلال بناء حركات موالية ترفع شعار الديمقراطية أو الإسلام صوريا.

2) دعم الأقليات للوصول للحكم لإبقاء السيطرة على القرار وموارد النفط والغاز والمعادن .

3) تقسيم المنطقة بين إيران وإسرائيل لضمان تفكيك الدول والجماعات العربية الصلبة وبقاء التهديد على دول الخليج الغنية مستمرا .

وفي ضوء هذه الاستراتيجية شهد العقد الأول والثاني حربا على ما يسمى الديكتاتوريات والإرهاب وكان أول الضحايا أفغانستان والعراق ولبنان وصب ذلك في مصلحة إيران التي تمددت غربا وشرقا .

أما العقد الثالث فقد تم استغلال الربيع العربي لدعم حروب أهلية لتمكين الأقليات في الحكم وواصلت إيران سيطرتها في المنطقة ووضعت يدها على سوريا واليمن .

استغل الأمريكان والبريطانيون الأحداث ودعموا كيانات وأحزاب ومراكز أبحاث ومنظمات فهلوية للترويج لرؤيتهم الجاهزة، لكن مع طول المدة تعلمت هذه المؤسسات من أين تؤكل الكتف، وخلعت ثوب المهنية ولبست جلباب التجارة، وتعاملت مع كل الأطراف حسب ما يريدون وحسب ما يدفعون، ومع استمرار الكذب صدق الأمريكيون كذب أدواتهم، وأصبحت معظم المعلومات التي يعتمدون عليها غير دقيقة، ولم يفيقوا من الصدمة إلا بعد أن رأوا جنود إسرائيل الحليف الأهم في قبضة كتائب القسام، وصواريخ جماعة الحوثي المدعومة من إيران المقاول من الباطن لهم تلاحق البوارج الأمريكية وتضرب سفن التجارة الدولية وتفرض واقعا جديدا بين مضيق باب المندب وقناة السويس في البحر الأحمر ، وبين مضيق هرمز وخليج عدن في البحر العربي والمحيط الهندي.

ورغم كل هذا الفشل لازالت الجماعة الفهلوية التي تروج للكذب، تبيع الماء في حارة السقائين، ولأن السوق راكد فهي تضطر لتقديم خدمات سقي ماء البحر المالح مجانا على ضفاف الأنهار العذبة.

لقد بلغت ثقة هؤلاء الفهلوية في أنفسهم للقول: “لا يمكن لهذا العالم أن يناقش قضية اليمن بدوننا”، والحقيقة نحن نريد هذا العالم المخادع لنفسه أن يثق فيكم لتفشل استراتيجية التقسيم الجديد للمنطقة .

كان على هذا العالم أن يدرك أن مصالحه في استقرار المنطقة وإعادة التوازنات حسب الواقع، لا حسب خيال مصالحه، لأن الهزات في الشرق الأوسط تتحول براكين في أوربا، ولو وصلت النار جارك اليوم ستمسي في دارك غدا !!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى