بات واضحا أن أجندة أمريكا وإسرائيل لا يوجد بها أي عنوان حالي لأي وقف دائم لإطلاق النار في غزة ولا حتى لإدخال مساعدات إنسانية وطبية للمستضعفين هناك متذرعين بالحاجة لجسم رسمي يمثل الفلسطينيين في التفاوض معهم، فالهدف الأمريكي والإسرائيلي الحقيقي من المفاوضات التي إستمرت لأكثر من شهر مؤخرا كان بقصد منح وقتا إضافيا لنتنياهو لتحقيق أهدافه المعلنة التي ما زال يفشل في تحقيق أيا منها.
وما دفع بأمريكا لاستخدام ذلك الخداع الإستراتيجي هو حصول تغييرات ملموسة في الرأي العام العالمي ضغطت بشكل كبير على الحكومات الغربية مما سبب حرجا لأمريكا وإسرائيل بتحديهم السافر للعالم وللقانون الدولي واستمرار ممارسة الإبادة الجماعية لشعب عربي ومسلم أعزل بشهادة كاميرات الصحافة والمنظمات الدولية.
فبرنامج أمريكا الذي يتناغم مع ما يطرحه المتطرفون الصهاينة يتمثل في تدمير حماس وأي مقاومه فلسطينية وإسلامية وتهجير الشعب الفلسطيني لإفراغ غزة أولا ومن بعدها الضفة وتحويل غزة لقاعدة عسكرية أمريكية تستثمر خيرات باطن غزة لزيادة تمكين أمريكا وإسرائيل في المنطقة مع إفساح المجال للمتطرفين بهدم المسجد الأقصى ومن ثم التوسع نحو دول أخرى.
فالرئيس المرتقب لأمريكا وهو ترامب وبناءا على إستطلاعات الرأي ونتائج الإنتخابات الداخلية في الولايات أكدت على تفوقه بخمسة نقاط ،وفي معرض رده على سؤال لفوكس نيوز الصهيونية أكدت إجابته على أن المرشحان يتسابقان ويتنافسان على إرضاء اللوبي الصهيوني مما قد يدفع بالرئيس بايدن خلال فترة ولايته المتبقية لاتخاذ قرارات أكثر تشددا وتطرفا وتوسعا نحو جبهات أخرى لصالح إسرائيل ضد العرب والمسلمين إذا بقيت الأمور تراوح مكانها ظنا منه أن رفع وتيرة التطرف والإنحياز لإسرائيل ودعمها قد تقلل من الفجوة بينه وبين ترامب، وللالتفاف على هذا المشهد الغير أخلاقي ولا إنساني المدعوم بحالة الوهن العربي والإنقسام الفلسطيني.
فإن المشهد السياسي والتفاوضي الفلسطيني بحاجة لإعادة بناء الجسم الفلسطيني بصيغة إستراتيجية قادرة على مواجهة التحديات وفرض واقع سياسي وتفاوضي لائق أمام المجتمع الدولي بدءا بإعلان تأسيس مجلس أعلى لإدارة السلطة الفلسطينية تتمثل فيه جميع الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس والجهاد بتمثيل يتناسب مع تضحياتهم والحجم الحقيقي لشعبيتهم بعد الانتصارات التي حققوها بدءا بطوفان الاقصى وحتى اللحظة، بحيث يفوض هذا المجلس لاحقا حماس والجهاد للتفاوض مع الصهاينة، وبذلك ينجح الفلسطينيون في قلب الطاولة على الخداع الذي تمارسه أمريكا وإسرائيل مع الاستعداد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية تمهيدا لإعلان دولة فلسطينية ،وهذا من شأنه إبطال مفعول وتأثير اللوبي الصهيوني وانصياع الساسة الأمريكان لإملاءاته ومخططاته المتطرفة.
فهل نشهد توافقا فلسطينيا يقود للترفع عن الخلافات والظهور بمظهر حسن ولائق أمام العالم يتناسب مع حجم القضية الفلسطينية ودماء الشهداء؟!.
داعيا العلي القدير رفع المعاناة عن المستضعفين في غزة مع حلول الشهر المعظم.