أعلنت وزارة الدفاع الروسية امس الثلاثاء بأن المرحلة الثانية من مناورات القوات النووية غير الاستراتيجية قد بدأت في روسيا.
وذكرت الوزارة انه “بموجب قرار الرئيس الروسي بدأت المرحلة الثانية من مناورات القوات النووية غير الاستراتيجية”، حيث ستتم خلالها مناقشة قضايا التدريب المشترك لوحدات القوات المسلحة لروسيا وبيلاروس على الاستخدام القتالي للأسلحة النووية غير الاستراتيجية.
وأضافت الوزارة أن هذه التدريبات “تهدف إلى الحفاظ على جاهزية الأفراد ومعدات الوحدات للاستخدام القتالي للأسلحة النووية غير الاستراتيجية لروسيا وبيلاروس من أجل ضمان سيادة دولة الاتحاد وسلامتها الإقليمية دون قيد أو شرط.
ماهي الاسلحة النووية غير الاستراتيجية وماهو الفرق بينها وبين السلاح النووي الاستراتيجي
الأسلحة النووية غير الاستراتيجية، والمعروفة أيضًا باسم الأسلحة النووية التكتيكية، هي الأسلحة النووية التي تستخدم لأغراض عسكرية تكتيكية محددة ومحدودة، بدلاً من استخدامها في حروب نووية كاملة. تعتبر هذه الأسلحة أقل قوة ونطاقًا من الأسلحة النووية الاستراتيجية، وعادة ما تكون جزءًا من القوات الميدانية للقوات المسلحة لدول معينة.
تتضمن الأسلحة النووية غير الاستراتيجية
القنابل النووية الحربية: هذه القنابل تكون عادةً منخفضة القوة مقارنة بالقنابل الاستراتيجية، وتستخدم لضرب أهداف محددة في ساحة المعركة مثل قواعد العدو أو التجمعات العسكرية
الصواريخ النووية القصيرة المدى: تُطلق من منصات متنقلة أو ثابتة، وتستخدم لضرب أهداف عسكرية بالقرب من خطوط الجبهة.المقذوفات النووية: تكون عادةً قذائف نووية تستخدم من قبل المدفعية، وتستخدم لضرب أهداف محددة في معركة محددة.
الفرق بين الأسلحة النووية الاستراتيجية وغير الاستراتيجية يكمن في الأغراض والاستخدامات والقدرات، حيث تكون الأسلحة النووية الاستراتيجية أكبر قوة ونطاقًا، وتستخدم عادةً لتأثير الحرب بشكل شامل، بما في ذلك استهداف المدن والبنية التحتية الحيوية. بينما الأسلحة النووية غير الاستراتيجية تستخدم لأغراض تكتيكية محددة في ساحة المعركة وتكون قوتها ونطاقها أقل، وتستخدم عادةً لتأثير القوى الميدانية والعمليات العسكرية الخاصة.
واجمالا تعتبر الأسلحة النووية التكتيكية هي نوع من الأسلحة النووية المصممة للاستخدام في ساحة المعركة لتحقيق أهداف محددة ومحدودة، مثل تدمير منشآت عسكرية أو تعزيز فعالية القوات المسلحة بالمقارنة، الأسلحة النووية الاستراتيجية هي تلك التي تُستخدم لتحقيق أهداف أوسع وأكثر شمولية، مثل تدمير مدن أو تدمير قدرات العدو على شن هجمات كبيرة.
ماهي دوافع هذه المناوره
تدريبات روسيا على تجهيز واستخدام الأسلحة النووية التكتيكية تثير القلق والاهتمام الدولي، لكنها لا تعني بالضرورة أنها مقدمة مباشرة لاستخدامها في أوكرانيا هناك عدة عوامل يجب أخذها في الاعتبار عند مناقشة هذه المسألة
الردع والتصعيد: إجراء التدريبات يمكن أن يكون جزءًا من سياسة الردع الروسية، والتي تهدف إلى إرسال رسالة قوية للغرب وأوكرانيا حول جدية روسيا واستعدادها لاستخدام القوة إذا شعرت بالتهديد
هذه التدريبات قد تكون وسيلة لزيادة الضغط النفسي والسياسي على الخصوم دون نية فعلية لاستخدام الأسلحة النووية
الرسائل السياسية: التدريبات النووية غالبًا ما تكون لها أهداف سياسية داخلية وخارجية داخليًا، يمكن أن تهدف إلى تعزيز الدعم الشعبي للقيادة الروسية، وإظهار قوة وجاهزية الجيش الروسي
خارجيًا، يمكن أن تكون رسالة للدول الأخرى بأن روسيا تمتلك القدرة والإرادة للدفاع عن مصالحها.
من المهم أن نفصل بين التدريبات العسكرية الروسية على تجهيز واستخدام الأسلحة النووية التكتيكية وبين الاحتمالات الفعلية لاستخدامها في أوكرانيا. على الرغم من أن التدريبات العسكرية قد تثير القلق، إلا أنها لا تعني بالضرورة استعدادًا لاستخدام الأسلحة النووية في سياق النزاع الحالي في أوكرانيا.
دعوات الدول الغربية لإرسال قوات إلى أوكرانيا تأتي في سياق التصعيد العسكري بين روسيا وأوكرانيا، وهي تهدف عادة إلى تقديم الدعم العسكري والرمزي لأوكرانيا في وجه التهديد الروسي المتزايد.
ومن الناحية الأخرى، فإن تدريبات الأسلحة النووية التكتيكية لا تعني بالضرورة استعدادًا لاستخدامها، بل هي جزء من الجهود العسكرية الروسية الراهنة لتحسين جاهزيتها العسكرية ورد الفعل على التحركات العسكرية للدول الغربية في المنطقة.
ماذا لو اضطرت روسيا استخدام النووي التكتيكي
إذا اضطرت روسيا لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا، فسيكون لهذا تأثيرات كارثية ومتداعية على الصعيدين الإنساني والسياسي.
من المهم أن نلاحظ أن رد حلفاء أوكرانيا أو حلف الناتو سيكون معقدًا ويعتمد على عدة عوامل، ومنها
ستتسبب الأسلحة النووية في دمار هائل وخسائر بشرية هائلة، مما قد يدفع حلفاء أوكرانيا وحلف الناتو إلى الاستجابة بسرعة لحماية المدنيين وتقديم المساعدة الإنسانية.
من المحتمل أن يتسبب استخدام النووي التكتيكي في تصعيد النزاع وزيادة التوترات السياسية والعسكرية بين روسيا وحلفاء أوكرانيا وحلف الناتو.
حلفاء أوكرانيا او لنقل حلف الناتو قد يتخذون إجراءات عسكرية ودبلوماسية للرد على استخدام النووي التكتيكي، بما في ذلك تعزيز الوجود العسكري وفرض عقوبات اقتصادية على روسيا
في حالة استخدام النووي التكتيكي، قد يكون هناك تهديد بالرد النووي من قبل حلفاء أوكرانيا أو حلف الناتو، مما يزيد من تعقيد الوضع وخطورته
ويمكن أن يتسبب تصاعد النزاع إلى حرب نووية عالمية وفي حالة حدوث حرب نووية، ستكون لها تأثيرات وخيمة على العالم بأسره، بما في ذلك تدمير شامل، وخسائر بشرية هائلة، وتأثيرات بيئية واقتصادية وصحية طويلة الأمد.
هل بوتين جاد باستخدام النووي
من الصعب تحديد مدى جدية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في استخدام السلاح النووي، لكن يمكن القول بأنه قد أظهر تصميمًا قويًا في تعزيز القدرات النووية الروسية واستعراضها كجزء من استراتيجية الردع النووي.تاريخيًا، كانت روسيا تنظر إلى السلاح النووي كوسيلة للردع الاستراتيجي والدفاع عن سيادتها، ولم تظهر أي علامات على نية استخدامها بشكل عشوائي أو متهور. ومع ذلك، فإن بوتين قد أشار في بعض الأحيان إلى استعداد روسيا لاستخدام السلاح النووي في حالات معينة، خاصة فيما يتعلق بالتهديدات الكبيرة لسيادة روسيا وأمنها.بوتين والسياسة الروسية بشكل عام تسعى لتعزيز القدرة النووية لروسيا كوسيلة للردع ولتأكيد دورها
التصريحات المتكررة لبوتين وتحذيره للغرب تعكس حجم التوترات الجارية بين روسيا والغرب، وتبرز القلق من تصعيد النزاعات إلى مستوى استخدام الأسلحة النووية وتظهر هذه التحذيرات استعداد بوتين لاستخدام قوة الردع النووي كجزء من استراتيجية روسيا العسكرية والسياسية، وهو ما يجب على الغرب أن يأخذه بعين الاعتبار فبوتين لايمزح كما يصفه مسؤولون في الاتحاد الاوروبي