في الاستعراض العسكري لـــكتائب القسام ، الذي رافق اليوم في دير البلح ، الإفراج عن ثلاثة أسرى إسرائيليين ، وعلى يافطة كبرى خلف منصة تسليم الأسرى ، شاهدنا جملتين مختصرتين ( نحن الطوفان .. نحن اليوم التالي ) ، وفي ذلك ملاحظتين ، أنه تم حذف كلمة ” الأقصى ” بعد الطوفان ، وبالفعل هو الطوفان الذي أغرق غزة في الدمار والظلام ، والثانية أنهم يصرون على البقاء في حكم غزة ، بقوة ما يحملون من سلاح في هذا الاستعراض.
بعد الانتقاد للجملة الثانية ، أصدرت حركة حماس ، بيانا سياسيا في استدراك لما رفع من شعار سابق تقول فيه ، ” إن اليوم التالي سكون فلسطينيا ” ، وهذا يتناقض مع الشعار الأول الذي خطته كتائب القسام ” نحن اليوم التالي ” ، فأين المشاركة الفلسطينية في اليوم التالي، وقد تم استبعاد أي فلسطيني ، بمن فيهم من شارك معهم في القتال ، وكذلك الممثل السياسي الشرعي المعترف به عربيا ودوليا ، وفي كل المحافل ، أي منظمة التحرير الفلسطينية ، والسلطة الوطنية ، فهل كان شعار القسام موجها للقيادة الفلسطينية في رام الله ، والتي حاول بيان حماس ” ترقيعه ” فيما بعد.، ليبدو أنه موجه لأميركا وإسرائيل ، والوسطاء الذين اتفقوا جميعا أنه لن يكون هناك دور لحماس في غزة في اليوم التالي .
يبدو أننا مقبلون على ما هو أسوأ في الأيام القادمة مما تسبب فيه الطوفان في قطاع غزة ، وذلك في بداية عهد الرئيس ترامب في ” البيت الأسود ” ، بعد تزويد إسرائيل أسلحة بمليار دولار ، بما في ذلك ” أم القنابل ” .
اقرأ أيضا.. غزة بين خروج “حماس” أو ترحيل سكانها
لك الله يا شعبنا في غزة ، وكذلك ما تخبئه الأيام للضفة من تدمير وتهجير بحجة وجود ” مقاومين ” ، حيث المعركة الحقيقية التي تديرها إسرائيل لتقويض السلطة الوطنية ، التي تعتبرها حكومة إسرائيل العدو الأول لإقامة الدولة العبرية.
وبذلك يتم إنهاء القضية الفلسطينية ، وخاصة إذا تحقق التهجير الذي أعلن عنه ترامب ، رغم الرفض الكبير من الجميع فلسطينيا وعربيا ودوليا … فهل قليلا من الوعي والتفكير لأصحاب الاستعراضات والشعارات ، التي سيكون معها في قادم الأيام الكثير من التبعات ؟!