تتعمق مأساة حزيران في ذكراها 75
في ذكرى النكسة تتجدد المأساة الفلسطينية وكأن الفلسطيني يعيش مع القدر وكتب عليه ان يتحمل نكسات الدنيا كلها
في الذكري السابعة والخمسين لنكسة حزيران تشتد مؤامرات الاحتلال لتهجير واقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه في ظل غياب وعدم تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية وغياب إستراتجية العمل الوطني وبرغم من كل ما يجري من مؤامرات لاستهداف القضية الفلسطينية الا ان التمسك بحق العودة والأرض والهوية يتجسد على الأرض في مواجهة كل إشكال الإبادة الجماعية التي تمارسها حكومة الاحتلال المتطرفة .
في ذكرى حزيران قد تبعدنا المسافات كأبناء شعب واحد موحد بفعل المنافي والشتات لكننا لا يجب أن نتخلى عن وحدة تاريخنا ومستقبلنا وهويتنا أيا كان موقع أبناء هذا الشعب الصامد وعيون أبنائه تحدق نحو فلسطين المولد والرسالة والحضارة والتاريخ العريق الذي تجلى في وقفات التضامن في الساحات الأوروبية والدولية والتنديد في العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية ومطالبة العالم بالتحرك لوقف العدوان ومحاكمة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يتم ارتكابها في بحق شعبنا الصامد .
تعد ذكرى النكسة التي يحييها شعبنا امتداد طبيعي لذكري النكبة وتلك النكبات التي تتواصل وتشتد فيها حلكة المؤامرات الإسرائيلية على الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف وتمر هذه الذكرى المثقلة بشتى صنوف الآلام والمعاناة ليبقى مشهد التهجير ماثلا في كل يوم وفي كل لحظة رغم أن حق العودة يمثل جوهر وعنوان القضية الوطنية الفلسطينية، وحق العودة لم ولن يكون شعاراً يرفعه شعبنا بل هو حق منصوص عليه في مواثيق الأمم المتحدة وقراراتها ويمتلك الشرعية الدولية، وحق العودة ليس منة من أحد بل إنه حق فردي لكل فلسطيني شرد من أرضه يتوارثه أبناؤه وأحفاده من بعده وبالتالي فهو حق قانوني للأفراد والجماعات غير قابل للتصرف وحق العودة متلائم ومتوافق مع الحس الإنساني السليم وهو حق لا ينتزع ولا يتقادم ومن هذا الحق يولد ويتجدد الأمل الفلسطيني بالعودة والاستقلال .
في ذكري النكسة تتجدد المأساة الفلسطينية وكأن الفلسطيني يعيش مع القدر وكتب عليه ان يتحمل نكسات الدنيا كلها، فمن حرب الي حرب ومن ترحال الي ترحيل، ولكن رغم كل هذا الألم يتجدد الآمال فينا ويردد شعب فلسطين بصوت واحد شعار إننا لعائدون هذا الشعار الواضح من حيث المضامين، ويكون الإصرار الفلسطيني لشعب شرد من أرضه والتأكيد الدائم على حق العودة مهما طال الزمن، وبالمفهوم الفلسطيني يكون حق العودة هو حق مقدس لا يسقط هذا الحق بالتقادم او يمكن أن يتغير ويتوارثه الشعب الفلسطيني جيلا وراء جيل .
في يوم النكسة يبقى حق العودة للاجئين الفلسطينيين مكفول لهم ولا يستطيع أحد أن يساوم على هذا الحق، انه حق اللاجئين في السكن والامتلاك لحواكيرهم وبيوتهم وبساتينهم وتمسكهم بأرضهم والدفاع عنها في القرى والمناطق المهددة بالمصادرة حتى لا تتكرر مأساة حزيران ومأساة النكبة في فصولها المتجددة ويتجدد حق شعب فلسطين في الكفاح والحرية والاستقلال لتكريس روح الحرية والمقاومة وروح الحياة التي استمرت رغم كل ما تعرض إليه الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد ودمار، وإننا لعائدون لان العودة حق مقدس والعودة حق لكل فلسطيني ولذلك يجتمع الكل الفلسطيني ويجدد الجميع القسم بالحفاظ على حق العودة وحق التحرر من الاحتلال وتحقيق الاستقلال من خلال الاستمرار بالنضال الوطني ضد الاحتلال الإسرائيلي المجرم ومرتكبي جرائم الإبادة النازيين الجدد قتلة الأطفال الذين أصبح الأسوأ في تاريخ البشرية .