يبدو أن دولة الإبادة الصهيونية عندما قررت قصف القنصلية الإيرانية في دمشق اعتقدت أن هنالك خياران أمام إيران للرد على تلك العملية.
الاول، أن ايران سوف “تبتلع الإهانة” ويترك الهجوم بدون رد، خاصة وأن دولة الكيان كانت قد ضربت العديد من المجاميع والأهداف الإيرانية في سوريا.
والخيار الثاني أن تقوم ايران بالرد وهذا ما تريده تل أبيب من أجل شن حرب على إيران بالتعاون مع راعيتها “أميركا” وهو الأمر الذى طالما سعت اليه دولة الاحتلال.
وزير الخارجية الأمريكي “اليهودي كما عرف عن نفسه عندما أتى متضامنا مع تل أبيب إثر السابع من أكتوبر” يتصرف كما لو كان وزير خارجية الكيان’ فهو لم يترك أي من الدول الصديقة لإيران إلا واتصل بها من أجل ألا تقوم برد قوي وأن تمتنع عن توجيه ضربة للكيان.
هذا الحراك من قبل بلينكن يأتي بسبب علمه وسيده بايدن أن لا إمكانية لدى أميركا أن تخوض مثل هذه الحرب في الظروف الحالية وفي هذه السنة بالذات خاصة وأن الحزب الديمقراطي وبسبب الحرب على غزة قد يخرج خاسرا من السباق في نوفمبر القادم’ فما بالك اذا اقدم على خوض حرب هي اصلا ليست حربه.
مخاوف بلينكن وسيده ، لم تأت من فراغ، فهو يعلم ما الذي فعلته اليمن بسبب الحرب على غزة فما بالك اذا قامت ايران بموقف مماثل وهي التي بقوتها تضاهي اليمن بعشرات المرات.
وبالعودة إلى الضربة المتوقعة فهنالك العديد من الاحتمالات والتي تتلخص في التالي.
الأول أن تقوم إيران بضربة ساحقة لبعض المراكز الحيوية السيادية في دولة الاحتلال.
أما الثاني فيرى البعض أنها ستكون ضربة محدودة كنوع من ” رد الاعتبار” واستجابة للوساطات والتدخلات الدولية وفي هذه الحالة لا بد من أثمان يجب دفعها سواء من أميركا أو الغرب أو حتى دولة الاحتلال نفسها.
أما الخيار الثالث الذي يتم تداوله فهو انه من أجل امتناع إيران عن توجيه ضربة قوية فسيكون مرتبط بالحرب العدوانية على غزة وإمكانية إيقافها وما يتبع ذلك من شروط باتت معروفة للجميع.
في المحصلة النهائية، فإن القرار مرتبط بإيران وهي من سيحدد ما الذي ستفعل، وحتى ذلك الحين فما على دولة الإبادة الصهيونية وراعيها الامريكي سوى الانتظار لما سيقرره الإيراني.