دور مصر في القضية الفلسطينية.. وهزيان CNN
بعد سيطرة حماس على قطاع غزة توترت قليلا العلاقات بين حماس والقاهرة، وهذا نتيجة ان حماس فصيل اسلامي، والقاهرة تخضع لنظام حكم علمان.
الدور السياسي والعسكري المصري في القضية الفلسطينية ليس وليد السنوات السابقة، بل يمتد لعقود طويلة، لم تنفصل فيها القضية الفلسطينية، والصراع العربي الصهيوني عن الوجود المصري، وهذا ليس لقوة مصر كمؤثر اقليمي فقط، بل لأن فلسطين تقع على حدودها الشمالية الشرقية أيضا، و تعد القضية الفلسطينية قضية أمن قومي مباشر لمصر .
تدخلت مصر عسكريا في فلسطين ضمن القوات العربية شرق الأردن و سوريا والعراق بعد اعلان استقلال ما يسمى اسرائيل في العام 1948 وحتى بعد خسارة المعركة احتفظت مصر بقطاع غزة كمنطقة سيطرة ونفوذ لها على الأرض الفلسطينية، منذ ذلك التاريخ لم ينفصل قطاع غزة عن مصر ولم تنفصل مصر عن قطاع غزة، ففي عهد جمال عبد الناصر كانت اسرائيل عدو وقد خاض ناصر حربا في العام 1967، وبعد ان تقلد السادات الحكم ووقع على اتفاقية كامب ديفيد لم تتوقف مصر الى يومنا هذا عن لعب دور الوسيط السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولا يوجد مجال لأي دولة لكي تلعب ذات الدور المصري، حيث حاولت عدة دول و باءت محاولاتها بالفشل .
بعد سيطرة حماس على قطاع غزة توترت قليلا العلاقات بين حماس والقاهرة، وهذا نتيجة ان حماس فصيل اسلامي، والقاهرة تخضع لنظام حكم علماني، الا ان مصر لم تتخلى عن دورها المزدوج تجاه فلسطين، كوسيط للمصالحة بين الضفة و غزة، فتح وحماس، وكوسيط سياسي بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، فجميع الحروب المفتوحة التي خاضتها حماس مع اسرائيل كانت غالبا ما تنتهي بوساطة مصرية، وحتى قضية الأسير الإسرائيلي شاليط تمت عملية التبادل بوساطة مصرية خالصة، ولذلك لم يتوقف الدور المصري الفعال والمنحاز كليا للموقف الفلسطيني حت المعركة الأخيرة في السابع منن اكتوبر الماضي .
ونشرت شبكة CNN تقرير مفاده ان المخابرات المصرية هي من عطلت صفقة تبادل الأسرى بين اسرائيلين وحماس، وأن الوسيط الأمريكي و القطري تفاجؤوا بتغيير في صيغة الإتفاق، وأن من قام بتغيير الإتفاق وإضافة بنود جديدة عليه هو اللواء أحمد عبد الخالق، مسؤول الملف الفلسطيني بالمخابرات المصرية.
بعد هذا الخبر بساعات صرح مسؤول مصري ان مصر خلال الإتفاق شددت على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وكان هذا شرطها الوحيد !
ومن هنا يجب أن ننوه، ان الشرط المصري هو أول شروط حماس بالوثيقة التي ضغطت امريكا واسرائيل للتخلي عنه، وتمسكت به مصر لأنه قضية أمن قومي بالنسبة اليها، وهو سبب مباشر لترك المجال لإسرائيل لمحاولة تصفية القضية الفلسطينية.
يذكر ايضا أن مصر رفضت رفضا قاطعا محاولة فتح معبر رفح البري ما لم تديره على الجهة الاخرى قوات فلسطينية، وأن اي حلول وسط مرفوضة !
نهاية، اللواء أحمد عبد الخالق من الرجال المشهود لهم في السلطات المصرية، ومنذ توليه ملف فلسطين لم تتوقف رحلاته المكوكية مع جميع الأطراف الفلسطينية من أجل مصالحة حقيقية ووحدة الموقف والتقدم للأمام في الصراع العربي الصهيوني.
لايسعنا إلا أن نشكر مصر ونشكر اللواء على جهوده ودوره المحوري في القضية الفلسطينية ونقول له “معا نحو القدس”.