بعد العمل الإجرامي الذي اعترف باقترافه تشكيل العصابات الإجرامية داعش في حفل موسيقي في العاصمة الروسية موسكو، والذي راح ضحيته أكثر من 100 بريء، وما رافقه لاحقاً من اتهام وجهته روسيا لأميركا بالضلوع بتحريك عصابات “داعش – خراسان للقيام بهذا العمل الإرهابي… حرك في أعماقي المعلومات التي زودني بها عراقيون كانوا معتقلين في سجن بوكا الأميركي مع أبي بكر البغدادي، أسردها ليس تضامناً مع روسيا، وإن كان أمراً مطلوباً من الناحية الإنسانية، ولكن لأن هذا الكيان المسخ عاد إلى ممارسة نشاطه الوحشي في العراق.
كعراقي أكد لي نفر من العراقيين من الذين كانوا محبوسين في سجن بوكا أنَّ عصابات داعش تم تأسيسها هناك، وكان المشرفون الأميركيون على السجن يسمحون لأبي بكر البغدادي باستقطاب السجناء للانضام إلى العصابة التي شكلها داخل السجن من المساجين، وبعد أن اشتدت شوكتهم وقويت عصابتهم، أطلقت أميركا سراحهم من السجن دفعة واحدة من أجل تنفيذ مهام إجرامية لتهديد أمن الناس واستقرار البلد والمجتمع، خدمة لمصالحها ونفوذها في العراق وفي المنطقة.
تأكيداً على ذلك، تعود بي الذاكرة إلى الخلاف الذي حصل بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إبان حملته الانتخابية قبل ثمانية أعوام، حيث اتهم الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما والمنافسة الديمقراطية هيلاري كلينتون بتأسيس عصابات داعش، وهذا يدعم بقوة أنَّ الإدارة الأميركية ضالعة تماماً في تأسيس هذه العصابات الإجرامية في سجنها في العراق.
إن تحركاً مماثلاً يأتي بمثابة تحذير منها للحكومة العراقية أولاً، ولتوحي ثانياً لمن يطالبون بخروج قوات التحالف الدولي من العراق أنه ليست مصالح أميركا وحدها تتطلب البقاء، وإنما مصالحهم هم أيضاً، لأن عودة داعش تستهدف في العراق البشر والزرع والضرع ومختلف مؤسسات ودوائر البنية التحتية، وبالتالي لن يكون الذين يطالبون بخروجها من العراق بمنأى وبأمان من استهداف داعش لهم بشكل شخصي أو لمصالحهم العامَّة.
لقد شكلت الخلافات السياسية الداخلية المتنامية أخيراً حجر الأساس لتحفيز محاولات المغرضين والمتصيدين في الأجواء الفاسدة للعمل المتطرف على إحياء هذا التركيب الإجرامي الهجين، وفتحت الباب أمامه في الوقت ذاته الإدارة الأمريكية لتقول إن العراق بحاجة ماسة لبقاء قوات التحالف الدولي على أراضيه بذريعة المشاركة مع القوات المسلحة العراقية والأمنية في الدفاع عن أراضي العراق ضد هذا المخلوق الإجرامي المتوحش وغيره من المجاميع الإرهابية.
وأعتقد شخصياً أن العراق بحاجة ملحة إلى بقاء القوات الأميركية على أرضه، فعلاوة على الخوف من عودة عصابات داعش، فهناك مخاوف أيضاً من الإنزلاق في أتون حرب أهلية، وعلى يد أميركا أيضاً، فتسفك دماء غزيرة وتحرق كل شيء تصل إليه نارها، لذلك فعين العقل ورجاحة الإدارك عدم الاصطدام بأميركا التي لها مصالح ونفوذ في العراق لن تضحي بهما بسهولة، ولا يكلفها الدفاع عنها أي ثمن، وإنما الثمن يدفعه الحاكم أو الشعب الذي يعاديها.
وفي رأيي أن الوحيد من بين الحكام العرب الذي كان يدرك حجم أميركا ودورها على مستوى العالم وسياستها الخارجية والويل لمن يهدد أهدافها الخارجية في أي مكان من العالم هو الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، والذي كان يعي بعمق الثمن الباهظ الذي سيدفعه من يتحداها على مستوى الحكام والدول، وذلك عندما حاول صدام حسين تحديها فقال له ناصحاً وعبر وسائل الإعلام وبلهجة المصرية الدارجة: “دي أمريكا يابا دي أمريكا يا صدام”.
وليعلم العراقيون، وبعضهم يعلم، أن هناك دولاً عربية وأجنبية في المنطقة العربية وغيرها تدفع أموالاً طائلة لأميركا من أجل جلب قواتها إلى أراضيها والإبقاء عليها فيها دفاعاً عنها وتثبيتاً
بعد العمل الإجرامي الذي اعترف باقترافه تشكيل العصابات الإجرامية داعش في حفل موسيقي في العاصمة الروسية موسكو، والذي راح ضحيته أكثر من 100 بريء، وما رافقه لاحقاً من اتهام وجهته روسيا لأميركا بالضلوع بتحريك عصابات “داعش – خراسان للقيام بهذا العمل الإرهابي… حرك في أعماقي المعلومات التي زودني بها عراقيون كانوا معتقلين في سجن بوكا الأميركي مع أبي بكر البغدادي، أسردها ليس تضامناً مع روسيا، وإن كان أمراً مطلوباً من الناحية الإنسانية، ولكن لأن هذا الكيان المسخ عاد إلى ممارسة نشاطه الوحشي في العراق.
كعراقي أكد لي نفر من العراقيين من الذين كانوا محبوسين في سجن بوكا أنَّ عصابات داعش تم تأسيسها هناك، وكان المشرفون الأميركيون على السجن يسمحون لأبي بكر البغدادي باستقطاب السجناء للانضام إلى العصابة التي شكلها داخل السجن من المساجين، وبعد أن اشتدت شوكتهم وقويت عصابتهم، أطلقت أميركا سراحهم من السجن دفعة واحدة من أجل تنفيذ مهام إجرامية لتهديد أمن الناس واستقرار البلد والمجتمع، خدمة لمصالحها ونفوذها في العراق وفي المنطقة.
تأكيداً على ذلك، تعود بي الذاكرة إلى الخلاف الذي حصل بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إبان حملته الانتخابية قبل ثمانية أعوام، حيث اتهم الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما والمنافسة الديمقراطية هيلاري كلينتون بتأسيس عصابات داعش، وهذا يدعم بقوة أنَّ الإدارة الأميركية ضالعة تماماً في تأسيس هذه العصابات الإجرامية في سجنها في العراق.
الأدلة كثيرة على ضلوع أميركا في إنتاج العصابات الإجرامية ونقلها وتوزيعها في الأماكن والدول المتفرقة في مختلف أرجاء العالم، حيث يتعرض نفوذها ومصالحها للتهديد، وذلك من أجل إرباك الأوضاع الأمنية وتهديد الاستقرار فيها انتقاماً من حكوماتها أو اهلها الذين يختارون طريق معاداتها ومنافستها أو إعلان الحرب عليها. وبعد أن طالب العراق حديثاً أميركا بالانسحاب من أراضيه عسكرياً، من المرجح أن نجد أن عصابات داعش بدأت تتحرك وتنفذ العديد من الأعمال الإجرامية داخل العراق.
إن تحركاً مماثلاً يأتي بمثابة تحذير منها للحكومة العراقية أولاً، ولتوحي ثانياً لمن يطالبون بخروج قوات التحالف الدولي من العراق أنه ليست مصالح أميركا وحدها تتطلب البقاء، وإنما مصالحهم هم أيضاً، لأن عودة داعش تستهدف في العراق البشر والزرع والضرع ومختلف مؤسسات ودوائر البنية التحتية، وبالتالي لن يكون الذين يطالبون بخروجها من العراق بمنأى وبأمان من استهداف داعش لهم بشكل شخصي أو لمصالحهم العامَّة.
لقد شكلت الخلافات السياسية الداخلية المتنامية أخيراً حجر الأساس لتحفيز محاولات المغرضين والمتصيدين في الأجواء الفاسدة للعمل المتطرف على إحياء هذا التركيب الإجرامي الهجين، وفتحت الباب أمامه في الوقت ذاته الإدارة الأمريكية لتقول إن العراق بحاجة ماسة لبقاء قوات التحالف الدولي على أراضيه بذريعة المشاركة مع القوات المسلحة العراقية والأمنية في الدفاع عن أراضي العراق ضد هذا المخلوق الإجرامي المتوحش وغيره من المجاميع الإرهابية.
وأعتقد شخصياً أن العراق بحاجة ملحة إلى بقاء القوات الأميركية على أرضه، فعلاوة على الخوف من عودة عصابات داعش، فهناك مخاوف أيضاً من الإنزلاق في أتون حرب أهلية، وعلى يد أميركا أيضاً، فتسفك دماء غزيرة وتحرق كل شيء تصل إليه نارها، لذلك فعين العقل ورجاحة الإدارك عدم الاصطدام بأميركا التي لها مصالح ونفوذ في العراق لن تضحي بهما بسهولة، ولا يكلفها الدفاع عنها أي ثمن، وإنما الثمن يدفعه الحاكم أو الشعب الذي يعاديها.
وفي رأيي أن الوحيد من بين الحكام العرب الذي كان يدرك حجم أميركا ودورها على مستوى العالم وسياستها الخارجية والويل لمن يهدد أهدافها الخارجية في أي مكان من العالم هو الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، والذي كان يعي بعمق الثمن الباهظ الذي سيدفعه من يتحداها على مستوى الحكام والدول، وذلك عندما حاول صدام حسين تحديها فقال له ناصحاً وعبر وسائل الإعلام وبلهجة المصرية الدارجة: “دي أمريكا يابا دي أمريكا يا صدام”.
وليعلم العراقيون، وبعضهم يعلم، أن هناك دولاً عربية وأجنبية في المنطقة العربية وغيرها تدفع أموالاً طائلة لأميركا من أجل جلب قواتها إلى أراضيها والإبقاء عليها فيها دفاعاً عنها كحكومة وتثبيتاً سلطانها.