في الآونة الأخيرة، أعرب عدد من العلماء ورجال الدين في الضفة الغربية عن قلقهم المتزايد بعد ملاحظة ظهور رموز تنظيم داعش خلال جنازات شهداء كتائب المقاومة في جنين، معتبرين هذا الظهور خطوة مقلقة قد تمهد الطريق لسيطرة التنظيم على السكان هناك.
يرى هؤلاء العلماء أن التنظيم، الذي طالما رفع شعارات الدين لتبرير أعماله، قد أظهر سلوكاً مشابهاً في مناطق أخرى، مثل حلب في سوريا، حيث تمكن من السيطرة على أجزاء واسعة من المدينة، متهماً الكثيرين بالردة والكفر، وممارساً أعمال قتل جماعي بحقهم، مستغلاً الفراغ الأمني والصراع القائم.
تتخوف الأوساط الدينية من أن تشكل هذه الحوادث مقدمة لتوسع نفوذ داعش في الضفة الغربية، مما قد يؤدي إلى تقويض جهود المقاومة الفلسطينية وتشويه صورتها. ويؤكد العلماء أنَّ أهداف داعش تتعارض مع مبادئ النضال الفلسطيني، مشددين على أنَّ الجماعة لا تمثل الفصائل الفلسطينية التي ناضلت من أجل الحرية والاستقلال.
إقرأ أيضا : روسيا والأطلسي… مخاطرة التصعيد وكسر المحرمات النووية
تثير هذه الظواهر دعوات متجددة لليقظة والحذر، وتحتم على القوى الفاعلة والجماهير الفلسطينية التنبه لهذه التحركات الدقيقة التي قد تعرض المجتمع للخطر. ويحث العلماء الفلسطينيون على الوحدة ورص الصفوف في مواجهة أي محاولات لزعزعة الاستقرار أو التأثير على النسيج الاجتماعي والديني في المنطقة.
في خضم هذه التحديات، يبقى السؤال مطروحاً حول كيفية التعامل مع هذه التطورات دون إعطاء الفرصة لتنظيم داعش بأن يجد موطئ قدم في جنين أو غيرها من المناطق الفلسطينية، مما يتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً وتكثيف الجهود الأمنية والفكرية لحماية المجتمع وصيانة مسيرة النضال الفلسطيني.