دولة الإحتلال

خسارات إسرائيل وأرباحها بعد الرد الإيراني 

خسارات اسرائيل بعد الرد الايراني تتمثل في وضوح الضعف وهشاشة البنية وانعدام العمق الجغرافي وقلة الإمكانيات وتغير الصورة و قصور الأداء وبالتأكيد تغير الدور او على الاقل تعديله او انتقاله من حالة الى حالة ، لم تعد إسرائيل كما كانت في الماضي

تمثل هذه الخسارات باتضاح أن إسرائيل لا تستطيع حماية نفسها بنفسها ، اذ تداعى الغرب المستعمر بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لحماية اسرائيل و الدفاع عنها على كل المستويات العسكرية و الديبلوماسية و الاعلامية ، هذه الحماية المكثفة والسريعة والشاملة.

يعني أن إسرائيل ورغم كل ما تدعيه من استقلالية القرار يتهاوى في لحظات الخطر ، هذه الحماية تترجم في نهاية الامر بتوجيه اسرائيل و ضبط حركتها و جنونها و اندفاعها ، من جهة اخرى اثبت هذا الرد الايراني ان اسرائيل و اذا كانت لا تحمي نفسها فهي بالضرورة لا تستطيع ان تحمي احدا في المنطقة ، و بهذا يسقط الادعاء بأن العلاقة مع اسرائيل مفيدة في الحاضر او في المستقبل ، و هو ما يقود الى القول ان دمج اسرائيل في المنطقة ليس مصلحة عربية و انما مصلحة اسرائيلية امريكية للسيطرة و الاخضاع و الابتزاز و السرقة و التحكم في الناس و الارواح و الارض و الممرات و القرارات و حتى المستقبل .

خسارات اسرائيل بعد الرد الايراني تتمثل في وضوح الضعف وهشاشة البنية وانعدام العمق الجغرافي وقلة الإمكانيات وتغير الصورة و قصور الأداء وبالتأكيد تغير الدور او على الاقل تعديله او انتقاله من حالة الى حالة ، لم تعد إسرائيل كما كانت في الماضي .

إسرائيل الآن تجبر على وجود قوى اقليمية اخرى ، الرد الايراني اثبت فعلا ان الاقليم و كذلك الغرب الاستعماري يقبل نفوذ ايران و محور ايران ، احببنا ذلك ام كرهنا ، فأن الرد الايراني الذي قد يكون منسقا او مرتبا ، اكد ان ايران تستطيع ان تضرب اسرائيل دون ان يعاقبها الغرب الاستعماري ، كما فعل مع العراق قبل اكثر 30 سنة .

إن احتواء الرد الإيراني وتصويره على انه انتصار لاسرائيل و من ثم القرار الامريكي بعدم الرد عسكريا يعني ان هناك قبولا بالنفوذ الايراني ، الثقافي والعسكري والسياسي في المنطقة ، و قد يشكل ذلك جزءا من سياسة الاحتواء التي عادة ما تعمد اليها الولايات المتحدة لحفظ التوازنات في المنطقة العربية و غير العربية ، هذا يعني ان على اسرائيل في هذا الوقت و بعد انتهاء حرب الوكالات او حرب الظل بينها و بين ايران ان تقبل او تتعايش مع السياسات الايرانية و اذرعها و استفزازاتها في المنطقة ، و قد يكون هناك من يريد ان يرى في ذلك تأثيرا او حتى انتصارا للمحور الذي تتزعمه ايران .

هل سيؤثر ذلك على الحرب التي تشنها اسرائيل على الشعب الفلسطيني بالضفة و القطاع و القدس المحتلة ! و هل يمكن لاسرائيل ان تضطر الى انهاء الحرب او التوصل لاتفاق مع حماس !

قد لا يكون الامر كذلك ، فهناك من يرى ايضا ان ايران لم تتحرك لكل ما جرى في غزة و لكنها تحركت بعد عشرات الاعتداءات عليها و كان اخر ذلك تدمير القنصلية في دمشق ، اذ انها حشرت في الزاوية و كان عليها ان ترد ، لانها لو لم تفعل لضاع عليها الكثير من الحضور و التأثير و لضاع محورها و ردعها و صورتها امام جمهورها ، بغض النظر عن كثير من التفاصيل فأن اسرائيل قبلت ان تضرب و قبلت بالنتائج و صورتها بأنه انتصار لها و هو ليس كذلك حسب رأي على الاقل .

ماذا ربحت اسرائيل من كل ذلك ! هي ارباح قليلة و انية ، فقد اشترت وقت قصيرأ و كسرت عزلة الى حد ما فأزمت اسرائيل عميقة و ما تزال تراوح مكانها و تخرج من ازمة لتدخل في اخرى ، ليشير ذلك بقوة الى ان الغرب الاستعماري يستطيع بالتاكيد حماية اسرائيل من خارجها لكنه حتى اللحظة لم يستطع او ربما لا يريد ان يحميها من داخلها .

د. أحمد رفيق عوض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى