حماس

خالد مشعل.. ووهم الانتصار

دعك من تفاخر «حماس» وجمهورها، وإيران وتوابعها، بل قطاع كبير من المنسوبين للنخبة العربية، وجم غفير من غوغاء السوشيال ميديا، هلّلوا لهذا الفتح الكبير والضربة القاضية، واشتط البعض أكثر فبشروا بنهاية إسرائيل.

كل ما نراه اليوم، وسنراه للأسف في لبنان وإيران وغيرهما، شرارته الأولى اندلعت قبل عام من الآن، صبيحة السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في غزة، حين شنت «حماس»، هجومها على بلدات إسرائيلية فيما يعرف بغلاف غزة، وهذا الهجوم تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي واختطاف 251 آخرين.

وقتها هلّل كثيرون، دعك من تفاخر «حماس» وجمهورها، وإيران وتوابعها، بل قطاع كبير من المنسوبين للنخبة العربية، وجم غفير من غوغاء السوشيال ميديا، هلّلوا لهذا الفتح الكبير والضربة القاضية، واشتط البعض أكثر فبشروا بنهاية إسرائيل، وهذه المرة «حماس» هي من ستلقي إسرائيل في البحر!

منذ تلك اللحظة تغير كل شيء، واختلفت الحسابات وكسرت الموازين، إنها لحظة تشبه لحظة 11 سبتمبر (أيلول) 2001 حين تغير العالم رأساً على عقب، وولدت دنيا جديدة.

أتذكر حينها تهليل المهللين لأسامة بن لادن، وفتيته «الذين آمنوا»، وبعدها بقليل زلزلت الأرض زلزالها في كل مكان، وعاش المسلمون والعرب والعالم كله زمناً حافلاً بالقلق والخوف والحروب والفتن.

عاش المهللون لحظة فرح هستيري بعيد هجمات «القاعدة» على نيويورك وواشنطن، ولما ظهر العزم الأميركي على العقاب الرهيب، تنصل بعضهم من تلك اللحظة وشاعت نظريات المؤامرة، ومقولات مثل: لم يفعلها فتية «القاعدة»، وهذه فبركات مختبرات المخابرات الأميركية… أو غيرها، لكن الأكيد: ليس نحن.

اقرأ أيضا| “طوفان حماس” يتحول إلى طوفان للتوسع الإسرائيلي

شيء من ذلك جرى مع لحظة السابع من أكتوبر، على نحو ما. أما حصاد أكتوبر على غزة وفلسطين نفسها، فلم يلفت انتباه السادة المهللين خلف هواتفهم الذكية في البلدان البعيدة عن غزة.

طبقاً لأحدث بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد 6 من أكتوبر 2024، فإن عدد القتلى في قطاع غزة وصل إلى 41870 قتيلاً، وبلغ عدد الإصابات 97166 مصاباً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء حرب غزة في 7 أكتوبر 2023.

لقد تحولت لحظة 11 سبتمبر لذكرى سنوية ولا ندري إلى متى ستظل هذه الذكرى الوطنية الأميركية وربما العالمية، وهكذا تحولت لحظة 7 أكتوبر على نحو ما في المنطقة عندنا.

خالد مشعل خطب في الذكرى الأولى بائعاً وهم الانتصار، وإسرائيل حولتها لحائط مبكى جديد، وكأن لدينا نقصاً في تقويم اللحظات الحزينة والسنوات السود في ذاكرة الأيام بالشرق الأوسط!

السؤال الممض، هل تكونت لدينا مع مر الأيام وكرها، حصانة من تكرار الحمق والتصفيق للحمقى، ثم الوقوع بعدها في حفرة اليأس والندب والبحث عن مخرج جديد؟!

أمور يضحك السفهاء منها/ ويبكي من عواقبها اللبيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى