بعد طول انتظار وترقّب وشحططة و”ىتشحطط”، حرّك سموتريتش اصابعه على حنفية اموال المقاصة الفلسطينية، الموجودة في “عبّ” وزارته، وزارة المالية الاسرائيلية،
انفراجة طفيفة في وضع الموظفين العموميين، العطشى لنقطة مال من الحنفية المذكورة، ربما تستمر لمدة اسبوعين او نحوها، مع جبال وتلال الالتزامات المتراكمة على كاهل وجيوب الموظفين، الفارغة طوال اشهر، بسبب الجفاف والقحط في الحنفية المذكورة، التي يتحكّم بها سموتريتش ونتنياهو والوزارة الاسرائيلية برمتها،
يقتطعون ملايين الشواقل منها لعائلات اسرائيلية فقدت بعضا من افرادها في “عمليات فلسطينية”، وكأن الجيش الاسرائيلي يرمي الشعب الفلسطيني بالبيض، وان آلاف الشهداء الفلسطينيين يمرّون دون توقّف في اي محطة يُمكن ان تُنصفهم من الظلم والظلام والظالم!!!،
يقتطعون ملايين الشواقل من الحنفية لصالح شركة الكهرباء الاسرائيلية، ديونا لها على شركات فلسطينية مستفيدة من الخدمات المدفوعة من جيوب الموظفين والشعب عامة.
يقتطعون ملايين الشواقل، من مياه الحنفية الرنانة، لسداد ديون ومستحقات وتكاليف المحروقات المستوردة من اسرائيل لصالح شركات ومحطات توزيع المحروقات الفلسطينية.
اقرأ أيضا.. نتنياهو وصفقة الرهائن.. والسيناريوهات المحتملة
مع العلم انني لم اسمع يوما ان فلسطينيا اوقف سيارته في محطة بنزين وملأ خزانها بنزينا او سولارا، إلا ودفع قيمة الليترات المصبوبة عدّا ونقدا فوريّا، وقبل ان يُدير مفتاح سيارته ويُغادر المحطة المذكورة، بيمن الله ورعايته،
اذن، بحسبة بسيطة، نجد ان ديون شركة الكهرباء تُدفع فواتير من جيوب الشعب والموظفين،
وديون المحروقات تُدفع نقدا فوريّا من اصحاب المركبات والسيارات،
اذن لماذا الحنفية لا تعمل إلا “بقدرة واحدٍ احد، وفي ظروف محدّدة معينة مُنتقاة،
صحيح ان اصابع سموتريتش الغليظة تتحكّم بحنفية المقاصة، لكن يبدو انه صحيح ايضا ان هناك اصابع خفيفة “خفيّة” تتحكّم بجيوب الموظفين ومصائرهم وحتى متى يزعلوا او يفرحوا او يُكشّروا او يبتسموا!!،
الدنيا ضيّقة على الناس، فالغلاء في ارتفاع والرواتب في النزول، هذا اذا نزلت من الحنفية “المزرقنة”، التي تحتاج إلى مئة “تزييت، ومئتي قصيدة غزل حتى تفتح اسنانها وحتى يبقى ما “يلحس” الموظفين اصابيعهم،
ويا ريت بعد كلّ هذا ما ييجينا احدهم من قلعته العالية ويسألنا: “ان كنا نُريد نقود ام نريد وطن؟؟!!”،
“وطن على وتر”،
“ودُقّي يا مزّيكا!!”،
ووا عجبي!!،
“خد معوّد على اللطيم!!”،
والله غالب.