حماس

انقلاب حماس على مبادئ الحياة!!

لم ولن يفلح رؤوس حماس، في تحقيق أي هدف لانقلابهم في الرابع عشر من حزيران سنة 2007، لأمر غاية في البساطة، وهو أنهم انقلبوا على مبدأ الحياة للشعب الفلسطيني، وعملوا على تعميم الموت نظريا وعمليا بلا ثمن، ولا انجاز يذكر سوى الدمار، وتوسيع حدود المقابر

لا يستغربن أحد تقلب وجوه رؤوس حماس، فالانقلاب على المبادئ عندهم عقيدة، ويشرعنون السياسة بما يؤمن مصالح جماعتهم (الإخوانية) وسيدهم الفارسي! أما الكذب والخداع فهما وجها عملتهم التي يشترون ويبيعون بها مشاعر الجمهور، فيتكسبون من افظع جريمة عرفتها البشرية على تنوع اعراقها وعقائدها، إنهم ورثة التجارة بالدين، ومستخدموه لبلوغ لذة السلطة الدنيوية.

لا يساوي المواطن الفلسطيني في ميزان رؤوس حماس الدمويين الانقلابيين أكثر من عود ثقاب، يستخدم لاشعال الحرائق في نسيج الشعب الوطني، أو قطعة فحم حجري لتلقيم حجرة نار قطارات مشاريع الدول الاقليمية، والقوى اللاوطنية، العاملة على السيطرة على ورقة الحق الفلسطيني لمساومة الدول الاستعمارية، قاعدتها العسكرية في المنطقة اسرائيل على مناطق النفوذ!

لا يمثل رؤوس حماس إلا أنفسهم، أما استماتتهم لتمثيل الشعب الفلسطيني بديلا عن منظمة التحرير الفلسطينية، فإنها فعل مبرمج يصب في خانة أهداف منظومة الاحتلال الصهيوني  العنصرية، ذلك أنهم  سيقطعون فلسطين عن عمقها العربي الشعبي التقدمي والتحرري، وبعدها الإنساني المنتصر للحق الفلسطيني عن عمقها العربي، وسيضربون جذور المصالح العليا للشعب الفلسطيني بفايروس التبعية للأجندات الخارجية والولاء لغير الوطن، وبذلك يفقد الشعب الفلسطيني مصدر قوة وطاقة حياته السياسية، أي (القرار الوطني المستقل).. ومن ثم يشيعون جثمان المشروع الوطني الفلسطيني الى مثواه الأخير.. ويدفن في قاع القبر المظلم العميق طموح الشعب الفلسطيني بالاستقلال والسيادة والسلام، والحرية في دولة كباقي شعوب العالم!

لكن المفيد أن الجماهير العربية قد استخلصت العبرة مما أصابها في بلادها، بسبب شهوة جماعة الاخوان المسلمين للسلطة بأي ثمن، حتى لو كلف الأمر بحيرات من دماء ملايين الأبرياء، وآلام ومعاناة ملايين المهجرين والنازحين.

وباتت تعرف تلاعب رؤوس حماس بمصطلحات الجهاد والمقاومة، وأهداف المحور (الفارسي)  الذي تدور حوله حماس بلا أدنى تعقل.. ونعتقد ان الجماهير العربية لن تنسلخ عن قضية الأمة المركزية كما ترغب طهران وتعمل على تحقيق ذلك، بتشديد وتركيز وتكثيف احتواء حماس ومن تعلق بثوبها كاليتيم!

لم ولن يفلح رؤوس حماس، في تحقيق أي هدف لانقلابهم في الرابع عشر من حزيران سنة 2007، لأمر غاية في البساطة، وهو أنهم انقلبوا على مبدأ الحياة للشعب الفلسطيني، وعملوا على تعميم الموت نظريا وعمليا بلا ثمن، ولا انجاز يذكر سوى الدمار، وتوسيع حدود المقابر، وحولوا قطاع غزة الى مقبرة بمساحة (400 كم مربع) بعد منحهم منظومة الاحتلال الاستعمارية العنصرية اسرائيل ذريعة 7 اكتوبر، الذريعة التي كان ينتظرها رؤوس هذه المنظومة للإجهاز على فكرة التحرر والاستقلال، واجتثاث عقيدة الانتماء الوطني، وتبخير الأمل بالحياة الكريمة  العزيزة.

انقلب رؤوس حماس، وسفكوا دماء مئات المواطنين المنتسبين للأجهزة الأمنية ولحركة التحرير الوطني الفلسطيني، ومثلوا بجثامين الشهداء، وألقوا شبانا من أسطح أبراج، وأطلقوا الرصاص من مسافة ما دون الصفر على ركاب شباب بقصد الاعاقة مدى الحياة!

انقلبوا على قيم العقيدة والأخلاق الفردية والمجتمعية والوطنية، عندما كان مسلحوهم يقتحمون أماكن سكن مواطنين وطنيين، حققوا جزءا من هدف العودة المقدس، وعادوا الى الوطن في العام 1994 وما بعده، وسكنوا في منطقة شارع النصر في غزة سميت ابراج المقوسي نسبة الى صاحب المشروع، على وقع هتافات وصرخات من مكبرات المساجد المحتلة من شياطينهم: “اقتلوهم.. اسبوا نساءهم”.. فالوطني المخلص لفلسطين، الملتزم بمبادئ حركة التحرر الوطنية، ومنظمة التحرير الفلسطينية لم يكن بنظرهم أكثر من شهوة بوجهين، شهوة جامحة للاستيلاء على السلطة، وشهوة جنسية جامحة تحت عنوان “السبي” المرفوض أخلاقيا وإنسانيا بكل المعايير.. ليس هذا وحسب بل انهم اعتبروا الانقلاب “يوما عظيما كيوم فتح مكة” كما نطقت حرفيا نائبة (وليس نائب) في مجلسهم التشريعي حينها!.. لقد أسر الانقلابيون غزة بملايينها الوطنيين المخلصين، وشقوا كبد الشعب الفلسطيني، وما زالوا في ذروة انقلابهم على مبادئ الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى