هل باتت حركة حماس ورقة جديدة يستخدمها الرئيس الأميريكي ترامب لمنازلة نتنياهو ؟
هذا السؤال بات مطروحا بقوة ، وفي ظل التصعيد المتواصل بين إسرائيل وحركة حماس، برزت مؤخرًا مبادرة جديدة من قبل الحركة تتعلق بالإفراج عن عيدان ألكسندر وجثث أربعة رهائن آخرين من ذوي الجنسية المزدوجة، ما أثار تساؤلات حول التوقيت والدوافع السياسية وراء هذه الخطوة.
مركز رصد للدراسات السياسية وضع تحليلا لهذا الموقف، وهو التحليل الذي أوضح إن هذه المبادرة تأتي في سياق معقد من المفاوضات المتعثرة والضغوط الدولية المتزايدة لإيجاد حل ينهي حالة الجمود. وقد أعلنت حماس رسميًا موافقتها على استئناف المفاوضات، مشيرة إلى أن المقترح يشمل الإفراج عن ألكسندر وجثامين أربعة رهائن آخرين، دون تحديد موعد واضح للإفراج أو الكشف عن المطالب المقابلة.
المركز أشار في هذا التحليل إلى أن إسرائيل من جانبها وحتى الآن لم تصدر موقفًا رسميًا من هذا التطور، بالرغم من معارضتها السابقة لإطلاق سراح مختطفين يحملون جنسية مزدوجة. ورغم محاولات الوسطاء، لا تزال الحكومة الإسرائيلية متحفظة إزاء هذا الطرح، معتبرة أن حماس تسعى إلى استغلال الورقة الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية.
وعن البعد السياسي لهذه الخطوة تقول الورقة أن هذا العرض قد يكون محاولة من حماس لإعادة ضبط قواعد اللعبة السياسية، لا سيما مع تصاعد الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو داخليًا ودوليًا. في المقابل، يُنظر إلى هذه المبادرة على أنها ورقة سياسية محتملة قد يستخدمها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في منافسته السياسية، لا سيما في إطار توجيه الانتقادات لنهج نتنياهو وتعزيز دوره كطرف قادر على التأثير في مسار الأحداث.
وبالنسبة لردود الفعل تقول الورقة أن مسؤول إسرائيلي كبير صرح بأن “الاقتراح المزعوم” من حماس يهدف إلى تقويض المفاوضات الجارية، مضيفًا أن الحركة لم تغيّر موقفها رغم الجهود الأمريكية والوساطة الدولية، ورغم إبداء إسرائيل استعدادها لتقديم تنازلات.
عموما وفي ظل هذه التطورات، يمكن قراءة هذه المبادرة في سياق أوسع من التنافس السياسي الدولي والإقليمي. فمن جهة، تسعى حماس إلى تسجيل نقاط سياسية عبر تقديم نفسها كطرف منفتح على المفاوضات الإنسانية، ومن جهة أخرى، قد يتم استثمار هذه الورقة من قبل قوى دولية كأداة ضغط على نتنياهو.
في المحصلة، يبدو أن الصراع لم يعد محصورًا في أروقة التفاوض بين إسرائيل وحماس فحسب، بل بات ورقة تُلعب في ميادين السياسة الدولية، وقد تشكّل هذه الخطوة نقطة تحول إذا ما استُثمرت بطريقة تُحدث تغييرات ملموسة في موازين القوى.
وفي الخاتمة يقول المركز آنه ما بين اتهامات إسرائيلية بمحاولة تخريب المفاوضات، ومساعي حماس لتحقيق مكاسب سياسية، تبقى الحقيقة الوحيدة أن ملف الأسرى والرهائن بات ورقة ضغط ثقيلة في المشهد السياسي، سواء في الشرق الأوسط أو على الساحة الدولية. الأيام المقبلة قد تكشف المزيد من ملامح هذا الصراع المركب.