حماس

حماس تتجهز لاعلان انتصارها بالعودة لـ”6 أكتوبر”!!

يقولون بأن كل ما يجري بغزة على مدار 10 أشهر، باطنه خير رغم أن ظاهره شر، لكن لو سألت أحدهم كيف ذلك لن يستطيعوا إجابتك

كالعادة، تتجهز حركة حماس للإعلان عن انتصار “طوفان الأقصى” في حال نجاح جولة المفاوضات الجارية الحالية، والتي أبدت فيها مرونة عالية وفقا لما أعلنت الوساطة القطرية المصرية الأمريكية، أو كما اعترفت وسائل الاعلام الإسرائيلية مؤخرا، لكن ما طبيعة هذا الانتصار المرتقب؟

إن حركة حماس -بوعي أو بدون وعي- تُسيء للمقاومة والإسلام بشكل عام، فعندما تخوض خمسة حروب منذ سيطرتها على الحكم بغزة، فإنها تُلحق الموت والدمار بغزة، وفي ذات الوقت، فإنها لا تحرر شبرا واحدا من فلسطين أو حتى توسع مساحة قطاع غزة مترا واحدا، ثم تراها تعلن عن انتصارها كما هو في حرب الإبادة الحالية.

نعم، حماس تعتبر أن وقف الحرب الجارية والعودة ليوم السادس من أكتوبر انتصارا، لكنها تتجاهل كل الموت والدمار الذي لحق بغزة والقضية الفلسطينية التي خسرت كثيرا، في هذه الحالة فإن الحركة تُسيء للمقاومة، لأنها ترسم حدودا لما يمكن أن تنجزه المقاومة لا تتجاوز تحرير غزة والحفاظ على سلطة التنظيم فيها، مما ينتج عنه حالة احباط شعبي ويأس من القدرة على تحرير فلسطين.

وعندما تبالغ حماس في توظيف الخطاب الديني والرموز الإسلامية والحديث عن معجزات، ثم تؤول الأمور في القطاع وعموم فلسطين إلى ما آلت إليه من موت ودمار، فهذا يظهر وكأن رب العالمين غير قادر على نصر المسلمين والصابرين والصامدين.
لقد صنعت حماس طوفانها يوم السابع من أكتوبر، ونسي قادتها صناعة السفن والملاجئ للمواطنين، الذين دفعوا وما زالوا الثمن من دمائهم ، خصوصا وأن أغلب ضحايا الحروب السابقة والحرب الحالية من المدنيين، فيما تعلن الانتصار على إسرائيل، وتدعي بأنها بخير وأن عناصرها وقادتها لم يمسوا بأي شر، وكأن نتائج الحروب تقاس فقط بأن المقاومة وقادتها بخير، متجاهلة آلاف الشهداء والجرحى البيوت المدمر.

للأسف، حماس تضخّم من “صواريخ آخر 5 دقائق من الحرب”، وكأن هذا هو الانتصار الحقيقي، في أمر يقهر قلوب الذين فقدوا بيوتهم وأبنائهم، ليصبح في غزة كل شيء ثمين إلا الإنسان وآلامه.

ولعل أكثر الأشياء التي تقر القلب وتجعلنا في حيرة من أمرنا، أن مشاهد القتل والدمار وكل ما تشهده غزة يُعلق على أسباب غيبية، فمثلا يقولون بأن كل ما يجري بغزة على مدار 10 أشهر، باطنه خير رغم أن ظاهره شر، لكن لو سألت أحدهم كيف ذلك لن يستطيعوا إجابتك، ليثبتوا استعدادهم بتعليق كل هذا الدمار والقتل ورجوع غزة 100 عام الى الوراء على غيبيات، وغير مستعدين أبدا الاعتراف بإساءة التقدير والتصرف، أو انهزمنا أو خُذِلنا.

رغم كل ذلك، فلتعلن حماس انتصارها، أو تعلن إسرائيل انتصارها، المهم أن تتوقف الحرب الضروس، ونتوقف المقتلة بحق أطفال ونساء وشيوخ غزة، فلننقذ طموح وأحلام شباب غزة المدمرة، أوقفوا الحرب واعلنوا ما شئتم، فإن لم تستح فافعل ما شئت..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى