من المهم رصد وتحليل التغير السريع فى المواقف الظاهِرة لبعض قيادات الدول الحليفة لأمريكا خلال أيام قليلة فى تَردّدهم إزاء إبداء تأييد كل من بايدن وترامب فى منافستهما على الرئاسة.
بدأوا الأسبوع الماضى، فى اجتماع قمة «الناتو» فى واشنطن، بإعلان إعجابهم بأداء بايدن فى رئاسته اللقاء، ودفاعهم عن أخطائه المتتابِعة التى هى حديث العالم كله، والتى تدلّ، على الأقل، على ضعف تركيزه، وتهوينهم من أهميتها باعتبارها، كما كرَّر عدد منهم مجرد «زلّات»، وراحوا يقللون من خطورتها بعبارات تفيد بأنها طبيعية..إلخ، وهو ما أعلنه للإعلام زعماء أوروبيون كبار مثل الرئيس الفرنسى ماكرون، ورئيس الوزراء البريطانى ستارمر، والمستشار الألمانى شولتز، وكان هذا دعما مباشرا منهم لاختيار بايدن لتجديد رئاسته على حساب ترامب.
إلا أن اليوم الأخير فى لقاء الناتو شَهَد بعض «الزلّات» من بايدن أكدَّت، لمن كانوا لا يزالون يبررون، أن حالته أخطر من أن يتجاوزوها، خاصة عندما قام بتقديم الرئيس الأوكرانى زيلينسكى قائلاً: أقدم لكم الرئيس بوتين(!)، فأظهرتهم الكاميرات وهم ينظرون لبعضهم البعض فى حالة واضحة من الحرج، إلا أن أحدا منهم لم يُعلِّق على الموضوع مع أى مسئول أمريكى! أما ردّ فعلهم الذى يجب التوقف أمامه، فهو ما خصَّصت له صحف أمريكية تغطيات إخبارية سجلت أن منهم من أسرع فى الاتصال بفريق المنافس ترامب.
واستخلصت أنه حان الوقت لبعض حلفاء أمريكا للمراهَنة على الرجل الآخر. ونقلت الصحف عن مسئولين أوروبيين أنهم صُدِمُوا من أداء بايدن المتعثر، وكشفوا أنهم بدأوا بالفعل التواصل مع ترامب، وأكد بعضهم أنهم سيفشلون فى القيام بواجبهم إزاء بلادهم إذا لم يحاولوا بناء صلات معه من الآن.
لاحِظ أن ترامب لم يتوقف عن إعلان آرائه غير الإيجابية تجاه حلف الناتو وأعضائه، فعندما كان فى السلطة اشترط عليهم أن يدفعوا حصصهم فى الدفاع المشترك، وإلا فإن أمريكا ستتركهم وحدهم أمام الأخطار الأجنبية التى تهددهم، ثم زاد على هذا، فى حملاته الانتخابية الدائرة الآن، بأنه سوف يُشجِّع بوتين على مهاجمتهم! وهذا يعنى أن اقترابهم منه، بمواقفه هذه، ينطوى على يأسهم من فرص فوز بايدن.