مصر

جهود «عبدالعاطي» في لبنان وحقيقة الموقف المصري!

ما يجرى إذن هو عدوان وليس حرباً ولا قتالاً، والعدوان هو التعبير الصحيح والدقيق، كما أن مصر ليست مع العدوان أيضاً على السيادة اللبنانية بفرض شروط إسرائيلية من أي نوع عليه.. وبالتالي فمصر مع وقف العدوان دون شروط من أي نوع

رقم قياسى للوزير بدر عبدالعاطى منذ توليه مسئولية وزارة الخارجية المصرية والهجرة فى زيارة لبنان أو الاتصال والتواصل مع مسئوليه حتى فى مناسبات خارج لبنان، لا يعكس ذلك نشاط الرجل الشخصى، إنما يعكس أهمية لبنان ومكانته لدى مصر وضرورة إنقاذه من العدوان المجرم الذى يتعرض له.

وبعيداً عن اللفتة المهمة التى نحييه عليها بعودة عبدالعاطى على طائرته بعشرات المصريين العالقين أو الراغبين فى العودة إلى مصر، سواء بإنهاء الأعمال أو لحين توقف العدوان الصهيونى.. نقول بعيداً عن ذلك، رغم أهميته، نتوقف عند الموقف المصرى من الأزمة اللبنانية الذى يؤكد للمرة المليون على دعم مصر للأشقاء بلبنان فى كافة الأزمات التى يتعرض لها كما جرى سابقاً، وأبرزها «كورونا» أو التدخل الفنى الهندسى بإصلاح مرافق عامة.

وهذا طبيعى بين الأشقاء وسيستمر كلما احتاج البلد الحبيب إلى ذلك، وصولاً إلى الموقف السياسى الذى نتوقف عنده فى محاولة لقراءته.. فمصر رغم أهمية لبنان لها على كل المستويات، ورغم صلاتها وتواصلها بوسائل مختلفة مع كافة الفصائل والأطياف اللبنانية.. طوائف وأحزاباً، إلا أنها تنأى بنفسها عن التدخل فى الشأن اللبنانى، ويقتصر دورها فى الشئون الداخلية عند حدود النصيحة، باعتبار أن المصلحة اللبنانية هى أيضاً مصلحة مصرية.

اقرأ أيضا.. قراءة في الملف النووي المصري

ولذلك يتحدث عبدالعاطى عن أهمية إنهاء الشغور الرئاسى، لكن يُكمل ويوضح بأن يكون الانتخاب دون إملاءات خارجية بمشاركة الجميع ودون إقصاء أى طرف.. وعند الحديث عن الإملاءات الخارجية يتضح أكثر الموقف المصرى الذى ينتقل هنا من النصيحة إلى الدعم.. حيث كرر التأكيد مع الرئيس نبيه برى ما كرره مع الرئيس ميقاتى من أن الأولوية هى لوقف إطلاق النار والاعتداءات الإسرائيلية دون أى شروط!

ما يجرى إذن هو عدوان وليس حرباً ولا قتالاً، والعدوان هو التعبير الصحيح والدقيق، كما أن مصر ليست مع العدوان أيضاً على السيادة اللبنانية بفرض شروط إسرائيلية من أي نوع عليه.. وبالتالي فمصر مع وقف العدوان دون شروط من أي نوع.. والجميع يدرك الشروط التي يريدون فرضها على البلد الشقيق!

الدبلوماسية العربية تحتاج إلى بذل الجهد فى هذا الاتجاه لتخفيف الضغوط على الأشقاء اللبنانيين.. وقد أقسموا على رغبتهم فى تطبيق القرار الأممي ١٧٠١، لكن دور الدبلوماسية العربية لفت أنظار العالم إلى الطرف الذى لم يزل يحتل مزارع شبعا، ولم تتوقف انتهاكاته للحدود اللبنانية منذ صدور القرار السابق وحتى اللحظة بكافة سبل الانتهاك، أبرزها الطلعات الجوية التي ربما بلغت رقماً مزعجاً يتجاوز آلاف الطلعات.

لبنان يحتاج الدعم على كل المستويات.. وحتى يتيسر دعم الجيش اللبناني نفسه كما قالت أو تعهدت مصر أيضاً.. ليدافع عن لبنان بطبيعة الحال!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى