تواصل ميليشيا الحوثي ارتكاب الجرائم والانتهاكات البشعة بحق قبائل ومشايخ اليمن، وتهدف بذلك إلى ترسيخ سيطرتها وتقويض دور هذه الفئة الاجتماعية التي تعد أحد أساسات المجتمع اليمني، ولم تقتصر جرائمها على القتل والتعذيب والاختطاف، بل امتدت لتشمل هدم المنازل وتهجير الأسر، في مسعىً لتصفية كل من يعارض مشروعها الطائفي، وقد تجلّى ذلك بوضوح في جرائمها العديدة التي كان آخرها جريمة الشيخ صادق أحمد صالح أبو شعر، أحد وجاهات محافظة إب.
بدمٍ بارد، قتلت ميليشيا الحوثي أحد الشخصيات البارزة في محافظة إب على يد مسلحي القيادي المدعو علوي الأمير، ونفذوا الجريمة أثناء مروره بسيارته عبر نقطة تفتيش أمنية في منطقة “دار سلم” جنوبي صنعاء، كانت هذه الجريمة بمثابة حلقة جديدة في سلسلة جرائم الميليشيا ضد شرفاء اليمن الذين رفضوا الاستسلام للمشروع التوسعي الطائفي.
اقرأ أيضا| الزيف الحوثي تجديد وتحديث
لم تكن جريمة اغتيال الشيخ صادق أحمد صالح أبو شعر، الذي عُرف بتأثيره الواسع في مجتمعه، “تجاوزًا فرديًا” كالذي تنسبه القيادات الحوثية دائمًا لعناصرها ومرتكبي جرائمها، بل هي جزءً من سياسةٍ ممنهجة تهدف إلى القضاء على أي صوت معارض داخل القبائل اليمنية يمثل تهديدًا لمخططاتها السياسية.
سعت ميليشيا الحوثي منذ بداية تدخلها في اليمن إلى إضعاف مكانة مشايخ القبائل من خلال إهانتهم وإذلالهم في محافل عديدة، ويظهر النهج الانتقامي الذي تنتهجه في أساليبها القمعية ضدهم، فالهدف من هذه السياسات القمعية هو القضاء على تأثير القبائل التي تعد عنصرًا فعالًا في تحريك المجتمعات المحلية وتوجيهها في القضايا الهامة، ولن تتوقف عن تحقيق هدفها حتى وإن كلّف الأمر تدمير النسيج الاجتماعي اليمني وتفكيكه كاملًا.
تدرك الميليشيا تمامًا بأن القبائل اليمنية تمثل النواة الأساسية للمجتمع، والموقع الذي يمكن أن يتم من خلاله تحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي، ولهذا تستمر في سعيها لتغيير هذه المعادلة عبر التضييق على المشايخ ومحاولة تحييدهم من المعادلة السياسية والاجتماعية في اليمن، وتدمير نفوذهم وإضعاف سلطتهم، أملًا في خلق بيئةٍ يسهل فيها فرض سلطتهم الطائفية على المناطق اليمنية، ولذلك يجب علينا مواجهة هذه الانتهاكات، فنحن من نحسم الأمر في هذه القضية بوحدة الصف ومواجهة هذه الميليشيا الإيرانية المتسلطة.