تقارير

توقف الحرب لتوصيل المساعدات غير مقبول.. المدنيون ضحايا نتنياهو 

دقت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة مراراً وتكراراً ناقوس الخطر بشأن النقص الحاد في المواد الغذائية وغيرها من الضروريات في غزة، والذي تفاقم بسبب القيود المفروضة على الوصول برا وإغلاق معبر رفح الرئيسي.

انتقد بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الخطط التي أعلنها الجيش لعقد فترات توقف تكتيكية يومية للقتال على طول أحد الطرق الرئيسية المؤدية إلى غزة لتسهيل توصيل المساعدات.

وكان الجيش قد أعلن عن توقف يومي من الساعة 6 صباحًا حتى 5 مساءً بتوقيت جرينتش في المنطقة الممتدة من معبر كرم أبو سالم إلى الشمال من طريق صلاح الدين.

هدنة غير مقبولة

وقال مسؤول إسرائيلي: “عندما سمع رئيس الوزراء التقارير عن هدنة إنسانية لمدة 11 ساعة في الصباح، التفت إلى سكرتيره العسكري وأوضح أن هذا غير مقبول بالنسبة له”.

وأوضح الجيش أن العمليات العادية ستستمر في رفح، المركز الرئيسي لعمليته في جنوب غزة، حيث قُتل ثمانية جنود يوم السبت.

ويسلط رد فعل نتنياهو الضوء على التوترات السياسية بشأن قضية المساعدات التي تذهب إلى غزة، حيث حذرت المنظمات الدولية من تفاقم الأزمة الإنسانية.

التوقف التكتيكي

وندد إيتامار بن جفير، وزير الأمن الإسرائيلي، الذي يقود أحد الأحزاب الدينية القومية في الائتلاف الحاكم لنتنياهو، بفكرة التوقف التكتيكي، قائلاً إن من يقرر ذلك فهو “أحمق” ويجب أن يفقد وظيفته.

وكان هذا الخلاف هو الأحدث في سلسلة من الاشتباكات بين أعضاء التحالف والجيش حول سير الحرب التي دخلت الآن شهرها التاسع.

وجاء ذلك بعد أسبوع من استقالة بيني غانتس، الجنرال السابق، من الحكومة، متهماً نتنياهو بعدم وجود استراتيجية فعالة في غزة.

نهب الإمدادات

وقد دقت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة مراراً وتكراراً ناقوس الخطر بشأن النقص الحاد في المواد الغذائية وغيرها من الضروريات في غزة، والذي تفاقم بسبب القيود المفروضة على الوصول برا وإغلاق معبر رفح الرئيسي مع مصر منذ استيلاء القوات الإسرائيلية عليه في أوائل مايو/أيار.

وتدافع إسرائيل منذ فترة طويلة عن جهودها للسماح بدخول المساعدات إلى غزة، بما في ذلك عبر معبر كرم أبو سالم بالقرب من رفح، وتلقي باللوم على المسلحين في نهب الإمدادات وعلى العاملين في المجال الإنساني لفشلهم في توزيعها على المدنيين.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة التليجراف البريطانية، قالت أم محمد الكتري في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة: “هذا العيد مختلف تماماً”. لقد فقدنا الكثير من الناس، وهناك الكثير من الدمار.

وتابعت: “ليس لدينا الفرح الذي نتمتع به عادة”. وبدلا من روح العيد المبهجة، «جئت إلى صلاة العيد حدادا. لقد فقدت ابني”.

وقال مراسلون في غزة إنه لم ترد تقارير عن غارات أو قصف أو قتال صباح الأحد، رغم أن الجيش أكد في بيان أنه “لا يوجد وقف للأعمال القتالية في جنوب قطاع غزة”. وقال الجيش الإسرائيلي إن التوقف ساري المفعول بالفعل وهو جزء من الجهود الرامية إلى “زيادة حجم المساعدات الإنسانية” بعد مناقشات مع الأمم المتحدة ومنظمات أخرى.

ضغوط الولايات المتحدة

فرضت الولايات المتحدة، التي تضغط على حليفتها الوثيقة إسرائيل، وكذلك حماس، لقبول خطة وقف إطلاق النار التي وضعها الرئيس جو بايدن، يوم الجمعة عقوبات على جماعة إسرائيلية متطرفة بسبب منعها ومهاجمتها قوافل المساعدات المتجهة إلى غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الجنود الثمانية الذين قتلوا يوم السبت أصيبوا بانفجار بينما كانوا يستقلون مركبة مدرعة بالقرب من رفح، حيث كانت القوات تخوض معارك ضارية في الشوارع ضد المسلحين الفلسطينيين.

وقال الأدميرال دانييل هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن الانفجار “نتج على ما يبدو عن عبوة ناسفة زرعت في المنطقة أو نتيجة إطلاق صاروخ مضاد للدبابات”.

وبشكل منفصل، قُتل جنديان خلال القتال في شمال غزة وتوفي آخر متأثرا بجراحه التي أصيب بها في القتال الأخير. وتوعد أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس بـ”مواصلة ضرباتنا الموجعة ضد العدو أينما كان”.

وبخسائر يوم السبت، يصل إجمالي عدد القتلى الرسمي للجيش الإسرائيلي إلى 309 منذ أن بدأ هجومه البري على غزة في 27 أكتوبر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى