تهور نتنياهو يورط بايدن وإرثه… ويجر المنطقة لحرب واسعة!
مجددا تدفع منطقتنا الحبلى بالأزمات والصراعات وتغلب منطق القوة على قوة المنطق- ثمن فشل السياسات الأمريكية التي تسمح وتغطي وتدعم احتلال وعدوان إسرائيل المستمر على مدى 76 عاماً… وتمادي تهور نتنياهو. ما يقوي ويسمح لإسرائيل بالتمادي بحرب إبادة مفتوحة على غزة تجاوزت 300 يوم، وعدوان سافر ومصادرة الأراضي والتنكيل بالفلسطينيين في القدس والمسجد الأقصى وصولا لاعتقال الشيخ عكرمة صبري 85 عاما خطيب المسجد الأقصى لتأبينه إسماعيل هنية في صلاة الجمعة، وإطلاق يد المستوطنين المتطرفين ليعيثوا فساداً وتخريبا واعتداء وقتلا بالفلسطينيين في الضفة الغربية ومصادرة الأراضي وضمها قسراً بخطط مفضوحة، والعدوان بقصف يومي وترويع وقتل الأبرياء في لبنان وسوريا. ووصلت يد إسرائيل الطويلة إلى اليمن وبعقاب جماعي ضرب منشآت كهرباء وخزانات نفط في ميناء الحديدة.. لتنهي عدوانها خلال الأسبوعين الماضيين بالضرب داخل طهران في تعد على سيادة وكرامة وأمن إيران الوطني بعملية اغتيال إسماعيل هنية- رئيس وزراء فلسطين الأسبق ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس وتوعد إيران ومحور المقاومة الذي تقوده إيران برد نوعي جماعي وغير مسبوق على عدوان إسرائيل المتكرر لاستعادة معادلة الردع وتعهد نتنياهو بالرد على من يعتدون على إسرائيل، ما يدفع المنطقة لحافة الانفجار ويورط إدارة بايدن والولايات المتحدة في حرب يرفضها بايدن في أشهره الأخيرة في البيت الأبيض. خاصة بعد انسحابه من سباق الرئاسة وسلم الشعلة لنائبته التي حصلت على دعم قيادات الحزب الديمقراطي وأصوات المندوبين الكافية لتنتزع ترشيح الحزب الديمقراطي مرشحة للرئاسة الأمريكية وتدخل التاريخ كأول امرأة ملونة غير بيضاء تحظى بترشيح حزب رئيسي (الديمقراطي) بتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية…
تدهورت الأوضاع بعد عودة نتنياهو من واشنطن، وخلال أيام خدع بايدن الغاضب وعمّق المأزق الأمني بتهوره رداً على مقتل 12 من الأطفال والشبان في قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل-اتهمت إسرائيل حزب الله بإطلاق صاروخ إيراني الصنع بينما نفى حزب الله مسؤوليته عن إطلاق الصاروخ وأكد أنه صاروخ اعتراضي إسرائيلي!
استغل نتنياهو الفرصة واتهم حزب الله واعتدى متجاوزاً الخطوط الحمراء التي تحكمت بالمشهد ضمن قواعد الاشتباك على الحدود بين لبنان وشمال فلسطين المحتلة، ليضرب نتنياهو في قلب الضاحية الجنوبية معقل حزب الله القوي وفي حي سكني، ويغتال فؤاد شكر القائد العسكري الأول ومسؤول العمليات العسكرية في حزب الله. ويعقبها بعد يوم بعملية نوعية باغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس وفي مقر إقامته ضيفا رسميا على إيران مشاركا بدعوة رسمية لحفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
تهور نتنياهو وسوء تقدير حساباته يهدد مصالح الحليف الأمريكي ومعه مصالح الحلفاء العاجزين والمتفرجين…!! ليكتفي بايدن برغم غضبه من خداع نتنياهو وتوبيخه بمكالمة هاتفية، لكنه اكتفى بالتعليق «اغتيال إسماعيل هنية ليس مفيداً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة»!! ودون تحميل إسرائيل مسؤولية التصعيد. ونسف فرص تحقيق استراتيجية إدارته وقرار مجلس الأمن تبنته الولايات المتحدة لوقف الحرب في غزة والتوصل لصفقة تبادل الأسرى في يونيو الماضي! ويعلم بايدن أن نتنياهو وحلفاءه المتطرفين في تحالف حكومته هم من يعرقلون ويرفضون الاتفاق!! ما يجعل بايدن وإدارته شركاء في جرائم الحرب! وبرغم ذلك يستقبله بايدن في البيت الأبيض ويصفق له الكونغرس-مجلس الدمى 50 مرة برغم مقاطعة نصف النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي لخطابه ومظاهرات صاخبة في واشنطن رافضين استضافة مجرم الحرب، كما وصفه الكثيرون ومنهم رشيدة طليب أول نائبة فلسطينية-أمريكية حملت لافتة بوجه نتنياهو وزملائها المصفقين والداعمين!
صادم ومثير للدهشة تناقض بايدن وإدارته- يسارعون مع وزير خارجيته بلينكن بعد جرائم وعدوان إسرائيل على اليمن ولبنان وإيران- برفض توسيع دائرة الحرب ويطالبون الأطراف المعنية بعدم التصعيد! وفي المقابل يتعهدون بدعم إسرائيل ويرسلون المعدات والأساطيل لدعم إسرائيل إذا تعرضت لاعتداء دون ردع وإجبار إسرائيل وقف التصعيد!!
لذلك ليس مستغربا نظراً لإهانات نتنياهو المتكررة ما نقله موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي في الثاني من أغسطس عن إجراء الرئيس بايدن مكالمة هاتفية صعبة وحادة مع نتنياهو في أعقاب عمليتي اغتيال فؤاد شكر في بيروت وإسماعيل هنية في طهران-رفع بايدن صوته وأبلغ نتنياهو بأنه غير راض عن قرارات نتنياهو وطالبه بوقف تصعيد التوترات في المنطقة، والعمل للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بغضون أسبوع إلى أسبوعين ونقل مسؤولون أمريكيون عتب بايدن على نتنياهو بأنه لم يشركه بقراراته وأبقاه في الظلام بشأن خطط الاغتيالات.. بعدما ترك انطباعا بعد زيارته بأنه يستجيب لطلب التركيز على الاتفاق»! الملفت بالمكالمة تحذير بايدن أنه إذا صعّد نتنياهو مجدداً فلا ينبغي له الاعتماد على أمريكا لإنقاذه»! لكن نتنياهو لن يستجيب للضغوط!! وسيستمر بالتلاعب وخداع بايدن كما خدع رؤساء قبله! ونقل مكتبه قوله «مع تقديره للدعم الأمريكي-لكن أعمل وفق متطلبات الأمن الإسرائيلي فقط»!!
إقرأ أيضا : إسرائيل تسعى لتلميع صورتها من خلال صوريّة محاكمة جنودها
واليوم بعد تأكيد المرشد الأعلى علي خامنئي وأمين عام حزب الله حسن نصرالله بحتمية الرد على عدوان وبلطجية واستفزاز نتنياهو، ومع حشد بايدن أسطولا بحريا ومقاتلات وحاملة الطائرات لنكولن على سواحل إيران، وقرع طبول الحرب، نترقب نوعية وحجم وتاريخ الضربة الانتقامية الجماعية. ويبقى هدف نتنياهو توريط بايدن بحرب إقليمية مكلفة تخرج عن السيطرة في أشهره الأخيرة في البيت الأبيض ولا تخدم مصالح أمريكا وأمن واستقرار المنطقة.
تعليق واحد