تهدد الجميع.. سياسة ترامب ضد المهاجرين تعمق القمع والتمييز
تتجلى أهمية قضية الهجرة بشكل متزايد في الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية لعام 2024، حيث تعود التصريحات المثيرة للجدل من قبل دونالد ترامب لتسليط الضوء على هذا الموضوع الحساس.
منذ عام 2011، أشار ترامب بطريقة عنصرية إلى أن باراك أوباما وُلد في كينيا، بينما في عام 2024، أصبحت خطاباته أكثر حدة، حيث وصف المهاجرين بأنهم “يُسممون دماء بلدنا”، وفق مجلة “الإيكونوميست”.
وجاء في تقرير للمجلة، أن خطابات ترامب انتقلت من “بناء الجدار” إلى “أعيدوهم”، متهمًا المهاجرين الشرعيين من هايتي بأكل حيوانات أليفة في مدينة سبرينغفيلد بولاية أوهايو.
هوس ترامب بالهجرة
وفقًا لتقرير “الإيكونوميست”، أصبح هوس ترامب بالهجرة محور حملته الانتخابية، حيث أجبرت تركيزاته المتكررة على هذه القضية منافسته في الانتخابات المرتقبة، كامالا هاريس على التحول نحو اليمين لتفادي أن تُعتبر ضعيفة في مجال أمن الحدود.
اقرأ أيضا.. خبير أمريكي يشكك في مستقبل “الناتو”
يشير مركز بيو للأبحاث إلى أن 61% من الناخبين المسجلين يعتبرون الهجرة قضية رئيسية في الانتخابات المقبلة، مما يعني أن التعامل مع الهجرة سيكون من أولويات الرئيس القادم بغض النظر عن الفائز.
عوائق أمام الإصلاح
وبحسب “الإيكونوميست”، فقد عانى الكونجرس الأمريكي من عدم القدرة على إصلاح قانون الهجرة بشكل فعال منذ عام 1990، مما أدى إلى نظام متآكل وغير مرن.
ووفق التقرير، يبدو أنه لا أمل في تغيير هذا الوضع، بغض النظر عن الحزب الذي سيسيطر على مجلس الشيوخ ومجلس النواب، ومع ذلك، أظهر ترامب وجو بايدن في السنوات الأخيرة أن الرؤساء لديهم القدرة على ممارسة سلطاتهم بشكل كبير للتأثير على السياسة.
أرقام غير دقيقة
ويزعم جيه دي فانس، المرشح لأن يكون نائبا لدونالد ترامب، أن 25 مليون “أجنبي غير شرعي” يعيشون في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى خطة للترحيل الجماعي تشمل مليون شخص.
وتشير وزارة الأمن الداخلي إلى أن عدد المهاجرين غير الشرعيين في البلاد بلغ 11 مليونًا في عام 2022، معظمهم قدموا قبل عام 2010.
من غير المرجح أن تحصل إدارة ترامب الثانية على التمويل اللازم لتنفيذ عمليات ترحيل بهذا الحجم، لكن حتى الشائعات حول المداهمات قد تتسبب في أضرار نفسية للمهاجرين.
تأثير الهجرة
تشير الدراسات إلى أن أطفال المهاجرين يعانون من مستويات أعلى من القلق والاكتئاب خلال فترات زيادة إنفاذ قوانين الهجرة، كما أصبحت الشرطة المحلية تلاحظ أن المهاجرين يترددون في الإبلاغ عن الجرائم خوفًا من الترحيل.
يبدو أن فانس لا يستبعد إعادة سياسات ترامب، مثل فصل الأسر، حيث استخدمت إدارة ترامب سابقًا إمكانية إبعاد الأطفال عن والديهم كوسيلة للردع.
يرغب فانس أيضًا في إعادة تشغيل “بروتوكولات حماية المهاجرين”؛ ما سيجبر بعض طالبي اللجوء على الانتظار في المكسيك أثناء البت في طلباتهم.
الضغوط الاقتصادية والهجرة
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، قد يتراجع عدد المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة، ومع ذلك، قد تؤدي الاضطرابات أو الأزمات الاقتصادية في دول مثل هايتي وفنزويلا إلى زيادة عدد الأشخاص الراغبين في الهجرة.
تبقى قضية الهجرة في صميم السياسة الأمريكية، ولا يُتوقع أن يتغير ذلك في المستقبل القريب، وتظل الآثار النفسية والاجتماعية للهجرة محورية في النقاشات السياسية، مع تفاقم التحديات التي يواجهها المهاجرون وأسرهم.