أصدرت المحكمة العليا في البرازيل حكمًا بالتعليق الفوري لمنصة “إكس” (X) في البلاد بعد أن تحدى مالكها الملياردير إيلون ماسك أوامر بتعيين ممثل قانوني للشبكة الاجتماعية في أكبر دولة في أميركا اللاتينية.
حظر المنصة المعروفة سابقاً باسم “تويتر” ينهي نزاعاً دام أشهراً بين ماسك وقاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس، الذي يقود الجهود لمكافحة الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية الذي يقول إنه يضر بالديمقراطية البرازيلية.
المعلومات المضللة
وقال القاضي البرازيلي ألكسندر دي مورايش إن منصة “إكس” لم تستوفِ بعد جميع متطّلبات إنهاء الحظر، مانحاً إيّاها خمسة أيام لتقديم مستندات إضافية.
ويخوض القاضي البارز نزاعاً قانونياً منذ مدّة طويلة مع الملياردير إيلون ماسك، مالك المنصة، في إطار حملته للقضاء على المعلومات المضللة في البرازيل.
قرار قضائي
وجاء قراره حظر “إكس” الشهر الماضي بعد رفض ماسك إزالة عشرات الحسابات اليمينية المتّهمة بنشر أخبار زائفة وعدم تعيين المنصّة ممثّلاً قانونياً جديداً لها في البرازيل.
وأعلنت “إكس” تعيين ممثل قانوني لها في البرازيل في خطوة أولى قد تمكّنها من استئناف تقديم خدماتها في البلاد، لكن قراراً قضائياً أمر بإبقاء الحظر عليها إلى حين استيفائها متطلّبات أخرى.
وكان لدى منصة التواصل الاجتماعي أكثر من 22 مليون مستخدم في البرازيل قبل الحظر.
تراجع إكس
وفي تراجع كبير عن موقفها، أبلغت شركة إكس المملوكة لإيلون ماسك المحكمة العليا في البرازيل بأنها امتثلت لأوامر وقف انتشار المعلومات المضللة، وطلبت من القاضي رفع الحظر على المنصة، وذلك وفقاً لوثيقة اطلعت عليها “رويترز”.
كان الملياردير الأميركي قد تحدى لأكثر من خمسة أشهر ما أسماه “الرقابة” في نزاع مع أحد القضاة في واحدة من أكبر أسواق “إكس”، وحجبت المحكمة المنصة أمام البرازيليين في أواخر أغسطس.
ولا يزال قرار المحكمة بشأن عودة منصة “إكس” معلقاً؛ لكن مقربين من ماسك في البرازيل يعتقدون أن الخدمة ستعود في غضون أيام.
اقرأ أيضا| خطوة جديدة من «إكس» لرفع الحظر في البرازيل
تراجعت منصة “إكس” في معركتها مع القضاء البرازيلي، واستسلمت لمطالب المحكمة العليا بتعيين ممثل قانوني في البلاد.
سيادة البلدان
وقالت شركة “إكس” إن الوصول إلى الموقع في البرازيل “أمر ضروري لديمقراطية مزدهرة”، وإنها تحترم سيادة البلدان التي تعمل فيها.
وأضاف فريق الشؤون الدولية بالشركة في منشور على المنصة “سنواصل الدفاع عن حرية التعبير والإجراءات القانونية الواجبة من خلال العمليات القانونية”.
كان القاضي ألكسندر دي مورايس، الذي قاد حملة محلية ضد استغلال المعلومات المضللة سياسياً، أصدر قراراً بحظر المنصة التي كانت تسمى سابقاً “تويتر”، بعد أن أغلق ماسك مكاتب الشركة في البرازيل.
مخاوف ماسك
وطالت المعركة القضائية بعد ذلك شركة ستارلينك لخدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التابعة لإيلون، بعدما أصدر مورايس قراراً بتجميد حساباتها البنكية في خطوة دفعت ماسك إلى وصفه بأنه دكتاتور.
والبرازيل سادس أكبر سوق لـ”إكس” على مستوى العالم، إذ يبلغ عدد مستخدميها حوالي 21.5 مليون.
وقال ثياجو دي أراجاو الباحث البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: “كان ماسك خائفاً من خسارة حصته في السوق، وأدرك أيضاً أن هذه معركة لا معنى لها، وأن البرازيليين لم يديروا ظهورهم للقاضي ألكسندر دي مورايس كما كان يتوقع”.
غرامات باهظة
وفي محاولة أخيرة للالتفاف على حظر المنصة، استخدمت “إكس” خدمات سحابية تقدمها أطراف ثالثة؛ مما يسمح للبرازيليين بالوصول إليها رغم الحظر، لكن المحاولة كانت قصيرة الأجل خاصة بعد أن هدد مورايس بفرض غرامات باهظة على الشركة.
وفي أواخر الأسبوع الماضي، تحركت إكس في اتجاه تصالحي، وعينت ممثلاً قانونياً محلياً كما طلب مورايس.