أسبوع المناظرة… هي الجولة الأولى بين الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن (81 عاماً)، “صاحب العثرات”، وبين المرشّح الرئاسي دونالد ترامب (78 عاماً)، “رجل المحاكم”.
تحت أعيُن فلاديمير بوتين وكيم جونغ أون وشي جينبينغ وفولوديمير زيلينسكي وزعماء الدول، يجتمع المتنافسان بإدارة شبكة “سي أن أن” وجهاً لوجه لكي يتناظرا ويتنافسا على كرسي أعظم دول العالم.
الخميس 27 حزيران (يونيو): عملة معدنيّة لتحديد مراكز المنصّة، 90 دقيقة، فاصلان إعلانيان، من دون جمهور، ميكروفونات قابلة للتعطيل، لا ملاحظات مكتوبة، قلم، رزمة أوراق وزجاجة ماء… بإدارة جيك تابر ودانا باش.
من أتلانتا إلى لبنان؟
فكرة غريبة ولكن، هل تصلح فتقلُب كل التوقّعات؟ ماذا لو قبِل ترامب العرض المفتوح الجديد – السابق بمنحه الجنسية اللبنانية (إضغط هنا)، ممكن ممكن. فبعد كل مراحل محاكماته وما يتعرّض له قضائياً، لم يجد ترامب إلّا لبنان، بلد “الأبواب المشرّعة”، حيث لا قضاء، لا قانون… ولا رئيس!
من أتلانتا في ولاية جورجيا إلى قصر بعبدا غرب بيروت، مقر الرئاسة اللبنانية وكرسي رئيسها الفارغ من أكثر من سنة ونصف السنة… مناظرة أرادها ترامب في هذا المكان. وبشرطه، مضى بايدن بـ”هفوة جديدة” وقبِل… ما من شي سيتغّير إلا المكان!
لعلّ لبنان، انطلاقاً من هذا السيناريو، سيستفيد من أمور عدّة أوّلها فتح أبواب القصر الرئاسي وإضاءته (وفق ساعات التقنين طبعاً)، وسيسكنه ليوم واحد بدل الرئيس، رئيسين… وسيشهد المقر مناظرة نادرة لعلّها تكون الأولى والأخيرة، فيتخيّلون قصر بعبدا برئيس لساعات كالحلم. فترامب وبايدن بشخصهما، يليق بهما هذا المكان بغض النظر عن الأفضليّة… من بوّابة المحكوم ولبنانيّته!
لا حوار ولا خلاف بشأن ترؤسه، لا نقاشات ولا شروط ولا مناكفات ولا مبادرات… ولا تحايل على الديموقراطية…
السؤال الأبرز الذي يرد الأن: نعم، يستطيع المرشّح لرئاسة الولايات المتحدة أن يحمل جنسيتَين، فالقانون الأميركي واضح: “يشترط على المرشّح لمنصب الرئيس أن يكون من مواليد الولايات المتحدة ولا يقل عمره عن 35 عاماً، وأن يكون مقيماً في الولايات المتحدة لمدّة 14 سنة على الأقل”.
“حان وقت المعركة!”… هذا كلام ترامب قبل المناظرة الذي قد ينقلها بحنكته إلى لبنان… فكيف سيكون سيناريو هذه الخطوة؟
من المطار إلى القصر…
يصل ترامب قبل منافسه، وهو الذي أصلاً لم يعترف بفوزه ورئاسته، فتستقبله “مجموعة أصدقاء دونالد ترامب في لبنان” في بيروت، بعدما عقد سلسلة اجتماعات مكثّفة في وقت سابق لدرس ملفّات أميركية خارجية شائكة، من حرب غزة وإسرائيل وإيران وأوكرانيا والصين وروسيا، إلى المشاكل الداخلية من الاقتصاد والهجرة وملف محاكمته، نقطة الضعف الأساسية.
ينافس بايدن ترامب بشعبيّته في لبنان إذ تستقبله أيضاً “مجموعة جو بايدن في لبنان”، وتجهّز له استقبالاً رئاسياً فاخراً، مع “زفة بعلبك” والأرز والورد… فهو الذي سلّم بهذه المناظرة ومكانها، مشدّداً على تحدّي ترامب له وضمان النجاح فيه.
لا وجود للحرس الجمهوري في قصر بعبدا فشباب المجموعتين تولّوا المهمّة. داخل المقر الرئاسي، يسرق المتنافسان نظرة خاطفة على كرسي رئيس الجمهورية، على أغلب الظن سيكونا بحالة اندهاش لماذا؟ لأن واقع لبنان المأزوم مرهون بهذه الكرسي ومن يجلس عليه ومن يدعمه. فهل يوجد في واشنطن كرسي كهذا؟! هل يجرّبونها؟!
بالطبع، ستكون الأجواء مشحونة أثناء المناظرة بسبب ما سيكون فيها من ملفّات معقّدة وآراء وهجمات بين المرشّحين، إلا أنّها لن تخلو من المواقف المضحكة والمحرجة، فما عليكم إلّا أن تتابعوا صفحات التواصل الاجتماعي في لبنان فتتأكّدوا…
كون المناظرة في قصر الرئاسة اللبنانية، لا بدّ من مداخلة للمرشّحين على الهامش عن واقع لبنان وما يعانيه بعد القتال على مشاكلهم الداخلية، إلّا أنّهما لن يتخطّيا الخطوط الحمراء، فتشكّل خطوتهما انتهاكاً للسيادة… لا الشعب ولا الحكّام يقبلون و”القيامة بتقوم”!!
في الخارج غليان شعبي، إشعال إطارات، تسكير طرقات… ماذا حصل؟ إشكال بين “مجموعة أصدقاء بايدن” و”مجموعة أصدقاء ترامب”…
صدمة كبيرة يمر بها ترامب… على متن الطائرة فوق بيروت مغادراً ترجع إليه مشاهد “هجوم الكابيتول”… وللمرّة الأولى يقرّ: أنا ندمان!!