ترامب والعرض الأخير!
عشية يوم الحسم، تشير نتائج الاستطلاعات إلى تقدم طفيف للمرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس، إلا أن جميع المؤشرات تقع ضمن هامش الخطأ، الأمر الذي يعني أن كل شيء قابل للتغير في اليوم الكبير “الثلاثاء الحاسم”.
لا شك أن هذه الانتخابات ذات طابع تاريخي بامتياز، فهاريس الديمقراطية، إذا فازت، فستكون أول امرأة تحكم الولايات المتحدة الأميركية، منذ إعلان استقلالها عن بريطانيا العظمى في 4 تموز (يوليو) 1776.
أما في حالة فوز دونالد ترامب الجمهوري، فسيكون أول رئيس أميركي تتم إدانته في 34 تهمة جنائية ويدخل البيت الأبيض بوصفه رئيساً!
الكل يجمع على أن ترامب حالة استثنائية في التاريخ الرئاسي الأميركي. لعل أهم ما يميز ترامب، إضافة إلى ذكائه، هو الدراما! ترامب ممثل بارع وذو أداء درامي فوق العادة، فكل عروضه السياسية، من خطاباته الجماهيرية، إلى ترشحه، إلى برنامجه الانتخابي، إلى تربعه على عرش البيت الأبيض، مصبوغة بفنون وجنون الدراما، إلا أن أكثر ما يخيف منه هو الديماغوجية وسياسة اللعب على حافة الهاوية.
بعد خسارته في انتخابات 2020 لصالح جو بايدن، شكك ترامب وحلفاؤه في نظام الانتخابات الأميركي، وكذلك نظام التصويت المبكر، وسرت شائعات عن تدخل روسي في الانتخابات، واقتحمت جماهير غاضبة تحمل شعار “أنقذوا أميركا” مبنى الكابيتول. وحتى اللحظات الأخيرة في هذا السباق الانتخابي لعام 2024، تمسك ترامب بادعاءاته حول تزوير انتخابات 2020، وقال إنه لم يكن ينبغي أن يترك البيت الأبيض في كانون الثاني (يناير)، وحذرت حملة ترامب من احتمالات تعرضه لتهديدات إذا فاز، خصوصاً بعد محاولتَي اغتيال سابقتين!
لقد استعدت السلطات في الولايات المختلفة لاحتمالات حدوث اضطرابات وأعمال عنف، وهناك مخاوف حقيقية؛ فقد يدعي ترامب الفوز حتى قبل ظهور النتيجة النهائية للانتخابات، وهو ما سوف يربك العملية الانتخابية بكاملها.
هذه إجراءات غير مسبوقة لمواجهة أسوأ ما يمكن أن يحدث. لقد أحدث ترامب سابقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية، وهو ما قد يتطور لاحقاً إلى مواقف أكثر حدة وتطرفاً، وهو خلاف الأعراف والتقاليد المتبعة منذ إعلان وثيقة الاستقلال الأميركي 1776.
فهل ستُحسم الانتخابات بطريقة أكثر سلاسة هذه المرة؟ أم سوف نشهد أحداثاً دراماتيكية غير متوقعة؟
تعليق واحد