تحالف كيم وبوتين “النووي”.. السيناريو الأكثر رعبا في أوكرانيا!
التعاون المعلن بين "الحلفاء" يخفي تفاصيل تعاون عسكري وأمني هام يتكتم عنه قادة البلدين، من ضمنها تدريب قوات عسكرية كورية بروسيا على المدفعية والطائرات المسيرة تأهبا لعمليات في العمق الأوكراني.
ليس صدفة كان توقيع اتفاقية شاملة للتعاون الإستراتيجي بين موسكو وحليفتها بيونغ يانغ في يونيو/حزيران الماضي، بعد حراك دبلوماسي نشط على أكثر من خط بين “الأصدقاء القدامى”، ليتوج بإرسال بيونغ يانغ لآلاف من جنودها للمشاركة بمعسكر قيصر روسيا بوتين في حربه على أوكرانيا.
لتدخل الحرب بكييف فصلا جديدا، مع دخول كوريا الشمالية على خط الحرب الساخنة في العمق الأوكراني.
ورقة ضغط روسية
فروسيا التي يصنف جيشها القوة العسكرية الثانية في العالم وتمتلك أكبر مخزون من الرؤوس الحربية النووية تحول مسار الحرب في أوكرانيا المستمر منذ 3 سنوات، إلى منعرج خطر مع اصطفاف الزعيم الكوري كيم جونغ أون إلى جانب سيد الكرملين “حتى النصر” في أوكرانيا، مع تزايد المخاوف في العواصم الغربية من الانزلاق إلى صراع نووي.
إدارة جو بايدن تقول إن ما يصل إلى ثمانية آلاف جندي كوري شمالي وصلوا إلى منطقة كورسك الروسية الحدودية، وباتوا جاهزين للمشاركة في القتال ضد القوات الأوكرانية تم نشرهم في منطقة كورسك في خطوة تنذر بـ “تحول دراماتيكي” بجبهة الحرب بأوكرانيا.
فهذا التعاون العسكري سيكون بمثابة ورقة ضغط بيد الكرملين لإجبار الغرب على تنفيذ ورقة المطالب التي قدمتها ضمن مشروع اتفاق للولايات المتحدة و”الناتو” منتصف ديسمبر 2021 والذي تضمن عودة قوات “الناتو” إلى مواقعها عام 1997 وسحب الأسلحة النووية الأميركية من دول أخرى، فتوسع حلف الأطلسي شرقا يعد تهديدا وجوديا لها، لهذا طرحته في مفاوضاتها الحالية مع الغرب.
وفي عام 1997، بدأ حلف الشمال الأطلسي خطوات ضم ثلاث دول في حلف وارسو السابق، وهي هنغاريا والتشيك وبولندا، وتم الأمر بشكل كامل عام 1999.
وتعهد الناتو آنذاك بتنفيذ المهام الدفاعية، عوضا عن التمركز الدائم لقوات قتالية كبيرة في أراضي أعضاء الحلف الذين كانوا في حلف وارسو سابقا، غير أن الاتفاق ظل حبرا على ورق، مع اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاقية.
فموسكو وإن لم تؤكد هذا التحالف العسكري مع بيونغ يانغ، فإنها لا تخفي تهديدها للمعسكر الغربي بورقة “القوة النووية”، وأنها لن تقبل بأن تخرج مهزومة من هذه المواجهة في المستنقع الأوكراني.
إمدادات السلاح
فبموجب معاهدة التعاون الإستراتيجي بين روسيا وكوريا الشمالية والتي صادق عليها مجلس الدوما الروسي في 24 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث يلتزم البلدان بتقديم المساعدة العسكرية لبعضهما البعض في حال “وجد أحد الأطراف نفسه في حالة حرب، بسبب هجوم مسلح من قبل دولة أو أكثر”.
إقرأ أيضا : صحيفة روسية : حلفاء كييف يزودونها بأسلحة تجاوزها الزمن
فالتعاون المعلن بين “الحلفاء” يخفي تفاصيل تعاون عسكري وأمني هام يتكتم عنه قادة البلدين، من ضمنها تدريب قوات عسكرية كورية بروسيا على المدفعية والطائرات المسيرة تأهبا لعمليات في العمق الأوكراني.
وباتت بيونغ يانغ محطة إمداد عسكري لروسيا إذ زودتها بـ 13 ألف حاوية شحن من قذائف المدفعية والصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ الباليستية قصيرة المدى “KN-23″، إلى جانب إرسال عسكريين وفنيين للمساعدة في تشغيل أسلحتها، فكوريا الشمالية تحتل المركز الـ36 لأقوى الجيوش في العالم، وفق تصنيف “غلوبال فاير باور”.
تصعيد نووي
تحالف بوتين وكيم بجبهة أوكرانيا، يثير هواجس الغرب من “التصعيد النووي” في شبه الجزيرة الكورية، ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك اليابان وأستراليا، مع تسارع سباق التسلح في المنطقة.
ويتزامن هذا التحالف مع الخطاب الناري للرئيس الروسي فلادمير بوتين الذي هدد فيه بنشر “صواريخ تقليدية” على مسافة قريبة من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إذا سمحوا لأوكرانيا بتوجيه ضربات في عمق روسيا بأسلحة غربية بعيدة المدى.
البيت الأبيض يتابع بقلق بالغ ملف التعاون الإستراتيجي بين كوريا الشمالية والروس، متوعدا الزعيم الكوري من عواقب المشاركة بالخطوط الأمامية بجبهة القتال ضد كييف.
ليرسم هذا المسار الجديد في ساحة الحرب بأوكرانيا مشهدا غير مسبوق للتوتر النووي منذ عقود.
والخشية من هذا التصعيد، يظهر في التقرير السنوي الذي يصدره معهد ستوكهولم لأبحاث السلام، الذي نبه من تزايد انتشار الأسلحة النووية عالميا في هذا العام.
حيث أشار التقرير الصادر في 17 يونيو/حزيران 2024 إلى أن مشروع الحد من الأسلحة النووية الذي دام 60 عاما أصبح اليوم معرضا لخطر الإنهاء، إذ تباطأت وتيرة تنفيذه من قبل الطرفين الرئيسيين فيه، وهما واشنطن وموسكو.
ومع دخول حرب أوكرانيا عامها الثالث، يسعى المعسكر الغربي إلى إضعاف قدرة “الدب الروسي” على مواصلة تمويل جهوده الحربية في أوكرانيا عبر ممر العقوبات الاقتصادية، فيما يبحث “سيد الكرملين عن مسارات أخرى للحرب عبر بوابة “دعم الأصدقاء القدامى” لتحقيق أهدافه الرئيسية من عمليته العسكرية الخاصة بكييف.