تأسست حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 1987، كجزء من الانتفاضة الفلسطينية الأولى، بهدف تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي وبناء دولة إسلامية. على الرغم من أنها نالت تأييدًا شعبيًا واسعًا في بداياتها بسبب تركيزها على المقاومة المسلحة والمساعدات الاجتماعية، فإن سيطرتها على قطاع غزة منذ عام 2007 أثارت جدلاً واسعًا حول تأثيرها على حياة الفلسطينيين هناك. تجمع هذه الورقة بين أبرز النقاط التي توضح الأضرار التي لحقت بسكان غزة جراء سياسات حماس الداخلية والخارجية.
التدهور السياسي والاقتصادي
أدى استيلاء حماس على قطاع غزة عام 2007، بعد صراع داخلي مع حركة فتح، إلى تقسيم سياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة. تسبب هذا الانقسام في فقدان الفلسطينيين لوحدتهم الوطنية، مما أضعف الموقف الفلسطيني دوليًا وأفقدهم مصداقية أمام المانحين.
اقتصاديًا، فرضت إسرائيل حصارًا خانقًا على غزة، بدعوى منع تهريب الأسلحة إلى حماس، مما تسبب في انهيار البنية التحتية، وزيادة البطالة، وانتشار الفقر. لا تزال غزة تعتمد على المساعدات الإنسانية بشكل كبير بسبب تعطل الاقتصاد الناتج عن الحصار والصراعات المتكررة.
التصعيدات العسكرية المتكررة
تسببت المواجهات العسكرية بين حماس وإسرائيل منذ عام 2008 في تدمير واسع للبنية التحتية في غزة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمنازل. على الرغم من أن حماس تؤكد على أهمية المقاومة المسلحة، إلا أن إطلاقها للصواريخ عشوائيًا تجاه المدن الإسرائيلية جلب ردود فعل عسكرية مدمرة على غزة، مما أوقع آلاف القتلى والجرحى بين المدنيين، وزاد من معاناة السكان.
كما أن تكرار الحروب جعل إعادة الإعمار شبه مستحيلة وأثقل كاهل السكان الذين يعيشون تحت تهديد دائم.
القيود على الحريات وحقوق الإنسان
يتهم الكثيرون حماس بفرض قيود صارمة على الحريات المدنية والسياسية في غزة. تقارير منظمات حقوقية دولية تشير إلى استخدام الحركة القمع ضد المعارضين السياسيين والنشطاء. يتعرض الصحفيون والنشطاء الذين ينتقدون سياسات حماس للاعتقال التعسفي، والتعذيب، وحتى الإعدام في بعض الحالات.
بالإضافة إلى ذلك، تطبق الحركة قوانين مستوحاة من الشريعة الإسلامية، مما يؤثر على حقوق النساء والأقليات، ويخلق جواً من القمع الاجتماعي.
العلاقات الخارجية والصراعات الإقليمية
أدت علاقة حماس الوثيقة مع إيران وحزب الله إلى تعقيد الوضع الإقليمي للقطاع. هذه التحالفات زادت من عزل حماس عن محيطها العربي، وخاصة مع الدول التي تعتبر إيران خصماً استراتيجياً.
اقرأ أيضا| ما الذي حدث في القاهرة بين وفدي فتح وحماس؟
علاوة على ذلك، تُتهم حماس باستخدام المساعدات الدولية، بما في ذلك مواد البناء المخصصة للإعمار، لتطوير قدراتها العسكرية وبناء الأنفاق بدلاً من تحسين حياة سكان القطاع.
الأضرار النفسية والاجتماعي
تعيش الأجيال الشابة في غزة تحت ضغوط نفسية هائلة بسبب الحروب المتكررة، والقيود المفروضة على السفر، ونقص الفرص التعليمية والاقتصادية. زادت نسب البطالة والاكتئاب والإحباط بين السكان، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية مثل العنف الأسري وانتشار الجريمة.
الخاتمة
بينما تُبرر حماس سياساتها وممارساتها بدعوى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فإن نتائج حكمها على الأرض تُظهر تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على حياة سكان غزة. يعاني القطاع من الفقر، والانقسام السياسي، والعزلة الدولية، والقمع الداخلي، إلى جانب الأضرار الناتجة عن التصعيدات العسكرية المتكررة.
إن تحقيق استقرار حقيقي وتحسين أوضاع غزة يتطلب مقاربة شاملة تتضمن إنهاء الانقسام الداخلي، ورفع الحصار، واتباع سياسات تعطي الأولوية لاحتياجات السكان المدنيين بعيدًا عن المصالح السياسية والعسكرية الضيقة.