يسود تفاؤل في أوساط المفاوضين والوسطاء بعد إحراز تقدم ملموس في ملفات المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وبدء تنفيذ مراحل صفقة التبادل. وبالرغم من وجود فجوات، فإن الأخبار القادمة من الدوحة تشير إلى أنه قد يتم ترحيل بعض الخلافات إلى المراحل التالية والتفاوض بشأنها لاحقاً، أي بعد تنفيذ المرحلة الأولى.
يبدو أن زيارة ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إسرائيل لمقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على نحو مفاجئ، قادماً من الدوحة والملفات التي حملها معه من هناك، حققت اختراقاً نسبياً، سمح لإسرائيل بإرسال وفد رفيع من الموساد والشاباك والجيش لمواصلة التفاوض من أجل طرح مسودة الاتفاق مع عودة ويتكوف مجدداً للعاصمة القطرية.
اقرأ أيضا.. طوفان الأقصى.. تناقضات البداية والنهاية!!
وحول سؤال مهم يتردد دوماً مع كل جولة من المفاوضات: هل ستنجح الصفقة أم تفشل؟ يُطل نتنياهو كعادته ويفرض شروطاً تعجيزية تدفع حماس لرفض الاتفاق بالصيغ التي تحاول إسرائيل فرضها، وهذا ما تسبب مراراً وتكراراً بإخفاق الوسطاء في جهود إنهاء وقف الحرب، وبالتالي من الممكن إعادة هذا السؤال مرة أُخرى لمعرفة إلى أي مدى يمكن أن تنجح هذه المفاوضات.
هل اقتنعت إسرائيل حقاً أن وفدها الذي ستسمح له بالإقلاع إلى الدوحة، قادر على تلبية مطالب الوسطاء وترسيم صفقة بعد تقدم أخير في الملفات حصل خلال الأيام القليلة الماضية؟
بعد مناقشات أجراها نتنياهو مع مسؤولين كبار، اتضح أن على الحكومة الإسرائيلية التعهد أمام ترامب بعدم العودة إلى الحرب والقتال في غزة، فهل ينجح نتنياهو الذي عرقل الصفقات السابقة بتمرير الصفقة هذه المرة دون مراوغات وألاعيب، لا سيما أن مقترح الاتفاق يشمل انسحاباً جزئياً لقوات الاحتلال الاسرائيلي، خصوصاً من محور فيلادلفي؟
ساعات وربما عدة أيام حاسمة قبل الوصول إلى اتفاق، يبدو أنه مهم جداً بالنسبة لمواطني غزة الذين ذاقوا مرارة ومعاناة الحرب، ويرنون بفارغ الصبر إلى اتفاق يوقف العدوان ويمهد الطريق لانسحاب الجيش، وبالتالي وقف غاراته وإعطاء غزة بارقة أمل للتنفس والعودة للحياة.