العراق

بعد لبنان.. أصبح العراق على رادارات

بات القرار المرجعي ذو سطوة نافذة على المشهد السياسي والشارع العراقي، ليدير التحولات الكبرى في العراق وظل نفوذ حوزة النجف حاضرا بقوة شمل المشاركة في صياغة الدستور العراقي.

بعد لبنان.. أصبح العراق على رادار الإسرائيليين، فأعين تل أبيب على جبهات وساحات “محور الممانعة” التي تتزعمها طهران، معولة على “إرثها” الدموي في الاغتيالات لإزالة التهديدات المباشرة.

“علي السيستاني”.. “الرجل الإيراني” أحد أكثر الشخصيات نفوذا في بلاد الرافدين وضعته إسرائيل على بنك أهدافها في سياسة الاغتيالات القادمة. وذلك حسب تسريب القناة 14 الإسرائيلية لصور لعدد من الشخصيات وصفتها بـ “أذرع الأخطبوط الإيراني” أبرزها المرجع الأعلى علي السيستاني وزعيم حركة حماس يحي السنوار، ونائب الأمين العام لـ”حـزب الله” الشيخ نعيم قاسم وقائد أنصار الله عبد الملك الحوثي وقائد فيلق القدس اسماعيل قآني.

السيستاني.. خط أحمر

“سيناريو” اغتيال المرجع الديني بالعراق” علي السيستاني” بوصفه الأب الروحي لشيعة العراق، ترفع سقف المخاوف من فتح إسرائيل لجبهة حرب جديدة في العراق لبتر أذرع إيران في بلاد الرافدين.

عاصفة من الجدل رافقت “فرضية” اغتيال صاحب العمامة السوداء، بدءا من حكومة السوداني وصولا إلى الشارع العراقي.

فرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، لم يخف انزعاجه مما سماه “تمادي الإعلام الإسرائيلي إلى حد الإساءة للرموز والشخصيات الاعتبارية” وأن الهدف منه هو محاولة لنشر الإساءات للتغطية على جرائم تل أبيب و”عدوان خطير” لن يغير من موقف العراق الثابت والمبدئي إزاء كل القضايا المصيرية.

أما الفصائل العراقية المسلحة فقد كان صوتها عاليا أمام “الرسائل العسكرية” لإسرائيل بجس النبض لردود فعل العراق إزاء وضع أهم الشخصيات نفوذا بمرمى أهدافها.

وحذرتها من حرب استنزاف طويلة لا تنتهي إلا بزوال إسرائيل في حال أقدمت إسرائيل على خطوة اغتيال السيستاني اللاعب الذي مارس السياسة وراء الكواليس.

حرب شاملة

إن اغتيال المرجع الديني بالعراق سيؤدي لا محالة إلى تداعيات خطيرة في المنطقة وإلى زعزعة استقرار العراق تمهيدا لـ “تغيير النظام القائم في الشرق الأوسط” وفق خيوط اللعبة التي يحركها بنيامين نتنياهو.

اقرأ أيضا| الحرب وهاجس الفوضى في العراق

فاستهداف السيستاني “الإيراني” الذي أحبه العراقيون، ليس إلا محاولة لزج العراق إلى الحرب المستعرة في المنطقة تزامنا مع حراك الفصائل المسلحة لتغيير مواقع انتشارها في العراق ورسم “قواعد اشتباك” ثابتة.

وبموت السيستاني” ستصعد الفصائل الموالية لإيران التي تعد جزءا من “محور المقاومة” المناهض لإسرائيل، وهي مرتبطة بطهران في التمويل والتسليح والتدريب، وتُعد ذراعها التنفيذية هناك، من تحشيد الشارع
لإصدار ” فتوى كفائية جديدة” تدعو للجهاد ضد إسرائيل والتي امتنع عنها السيستاني في وقت سابق.

واشنطن.. بفوهة المدفع

علاوة على ذلك، فإن التلويح باغتيال علي السيستاني المرجع الديني الأعلى بالعراق، سيضع واشنطن بفوهة المدفع، فصناع القرار بواشنطن يعملون على تحييد بغداد عن “خط مرور” للمواجهة بين الفصائل العراقية المسلحة وإسرائيل.
وبمجرد انزلاق إسرائيل إلى جبهة حرب العراق، فلن يصب ذلك بمصلحة إدارة جو بايدن التي تخشى من تحولها لحرب إقليمية واسعة المدى.

السيستاني.. الرجل الأقوى في العراق

“السيد علي السيستاني” البالغ من العمر 93 عاما، من أصول إيرانية ولد في عام 1930 بمدينة مشهد، له تأثير ديني قوي على أتباعه ومريديه ليكون بمثابة “الأب الروحي” للعراقيين، خصوصاً في مرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين.

بات القرار المرجعي ذو سطوة نافذة على المشهد السياسي والشارع العراقي، ليدير التحولات الكبرى في العراق وظل نفوذ حوزة النجف حاضرا بقوة شمل المشاركة في صياغة الدستور العراقي بعد الاحتلال الأميركي، وبرزت فتاواه خاصة ما يعرف بـ”الجهاد الكفائي” لمواجهة تمدد نظام داعش الإرهابي.

وتُعتبر النجف مركزا دينيا مهمًا للشيعة، إذ تحتوي على قبر الإمام علي بن أبي طالب، كما أنها مقر المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في العراق في “شارع الرسول”، حيث يقيم السيد السيستاني على بُعد أمتار قليلة من القبة الذهبية التي تجذب آلاف الزوار الشيعة يوميًا.

سيناريو استهداف “الأب الروحي” للشيعة في العراق سيصب الزيت على نار الشرق الأوسط وانجرار المنطقة إلى حريق كبير تستدرج إليه دول أخرى أمام تجاهل حكومة نتنياهو قواعد “ضابط الإيقاع” الأميركي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى