بمجرد أن انتهت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة قبل نحو شهر من الآن، سرعان ما بدأت إسرائيل بالتحوّل بجيشها وأجهزتها الأمنية من أكبر شخصية في الشاباك إلى أصغر جندي، للتركيز العسكري إلى الضفة الغربية، حيث بدأت عمليات مكثفة شملت دخول دبابات وآليات ثقيلة إلى مدن مثل جنين وطولكرم.
هذا التصعيد أثار مخاوف الحكومة الفلسطينية من تكرار سيناريو الدمار الذي شهدته مناطق مثل جباليا وخان يونس في قطاع غزة، خصوصا بعد تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي أعطى أوامر للجيش بالاستعداد “لبقاء طويل” في مناطق من الضفة الغربية، مع التركيز على تفكيك البنية التحتية للمسلحين في مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس، والتي أدت الى نزوح ما لا يقل عن 40 ألف فلسطيني من منازلهم، مع منعهم من العودة إليها.
وما يزيد من حدة التوتر والمخاوف من تصاعد العنف والدمار في المنطقة، دخول الدبابات الإسرائيلية إلى مدينة جنين ومخيمها الذي يُعد الأول من نوعه منذ أكثر من 20 عاما، منذ عملية السور الواقي الذي شنها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون.
تجارب سابقة في غزة، خاصة في جباليا وخان يونس، أظهرت حجم الدمار الهائل الذي يمكن أن تسببه العمليات العسكرية الإسرائيلية. لقطات جوية حديثة كشفت عن دمار واسع في هذه المناطق، مع تدمير كبير للبنية التحتية والمنازل، إن المخاوف الحالية في الضفة الغربية تتعلق بإمكانية تكرار هذا السيناريو، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وزيادة معاناة السكان المحليين.
وفي ظل هذه التطورات، دعت منظمات حقوقية ودولية إلى ضبط النفس وتجنب استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، محذرة من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة في المنطقة.
لكن ما يثير التساؤلات حول استدامة الهدوء في المنطقة وإمكانية انتقال الصراع إلى مناطق أخرى، هو أن هذه العمليات تأتي بعد فترة وجيزة من وقف إطلاق النار في غزة، ليبقى الوضع في الضفة الغربية مقلقًا، مع تصاعد العمليات العسكرية والمخاوف من تكرار سيناريو الدمار الذي شهدته مناطق في غزة، مما يستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا لوقف التصعيد وحماية المدنيين.