مع دخول الحرب في غزة عامها الثاني، أصبح الجيب الفلسطيني الآن غير قابل للتعرف عليه، حيث تحولت معظم المناطق إلى أنقاض، وتجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 41 ألف بينما أصيب أكثر من 95 ألف شخص، ويقدر أن الآلاف من الناس ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض، في الوقت نفسه، لا يزال 97 من أصل 251 شخصًا اختطفوا في إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، محتجزين كرهائن لدى الجماعات المسلحة الفلسطينية في غزة.
انتهاكات القانون الدولي
ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لمركز “المدنيين في الصراع”، وهو منظمة غير حكومية مقرها واشنطن، ارتكبت كل من إسرائيل والجماعات المسلحة الفلسطينية سلسلة من الانتهاكات للقانون الدولي مما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالمدنيين وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية الرئيسية في جميع أنحاء غزة.
وعلى مدى الأشهر الاثني عشر الماضية، أدى كل هجوم ضد المدنيين والأهداف المدنية إلى تقويض قواعد الحرب، وهذا يشكل سابقة خطيرة تهدد استقرار وأمن المنطقة وخارجها.
وتأجج الدمار في غزة بسبب إمدادات الأسلحة الأجنبية من مجموعة واسعة من الدول، وقد تسببت هذه الأسلحة، بما في ذلك استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان بكثافة، في مستويات مذهلة من الأذى المدني.
وقف إطلاق النار الفوري
ونتيجة لذلك، لم يكن لدى المدنيين في غزة مكان آمن للذهاب إليه وسط القصف المستمر والعمليات البرية، وكان هذا واضحًا في غضون أسابيع من اندلاع الحرب، ولهذا السبب كان مركز المدنيين في الصراع (CIVIC) من بين المنظمات الأولى التي دعت إلى وقف إطلاق النار الآن.
وبعد نحو 365 يومًا من بدء الحرب في غزة، يواصل المركز الدعوة إلى وقف إطلاق النار الفوري وحماية المدنيين والوصول الإنساني دون قيود، ويمد هذه الدعوة الآن إلى لبنان، حيث أسفرت الضربات الأخيرة عن سقوط مئات الضحايا من المدنيين وتشريد أكثر من مليون شخص.
ومع عيش ما يقرب من 90% من سكان لبنان في المناطق الحضرية، فإن استمرار إسرائيل في استخدام المتفجرات الثقيلة في الأحياء المأهولة بالسكان من شأنه بلا شك أن يسبب المزيد من الضرر للمدنيين.
الهجمات الانتقامية
وشدد المركز على قلقه بشأن الهجمات الانتقامية المستمرة بين الحوثيين وإسرائيل وحلفائها، حيث استهدفت هذه الضربات بالفعل البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك محطات الطاقة والموانئ البحرية في اليمن، مثل ميناء الحديدة، وهو شريان حياة بالغ الأهمية لتوصيل الغذاء والمساعدات الإنسانية إلى السكان اليمنيين.
ومع الضربات الإسرائيلية في غزة ولبنان واليمن وسوريا، فضلاً عن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل مساء الثلاثاء، يؤكد المركز على الحاجة الملحة إلى التهدئة الفورية في جميع أنحاء المنطقة لمنع المزيد من المعاناة المدنية، والتي وصلت بالفعل إلى مستويات لا تطاق.
اقرأ أيضا.. هل ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا بريًا على لبنان؟
وطالب المركز جميع الأطراف المتحاربة بوقف جميع هجماتها ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك ما يسمى “المناطق الآمنة” في غزة، والتوقف عن انتهاك القانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان.
الإفراج عن الرهائن
كما طالب بالإفراج الفوري عن الرهائن وجميع الأفراد المحتجزين بشكل غير قانوني في غزة وإسرائيل، والسماح لجميع الأطراف المتحاربة بالوصول الإنساني غير المشروط والآمن وغير المقيد إلى السكان المتضررين.
وطالب كذلك، بإنهاء فوري لنقل الأسلحة إلى إسرائيل والجماعات المسلحة الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص، إنهاء نقل الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل، بما في ذلك تمرير قرارات مجلس الشيوخ الأمريكي التي تم تقديمها مؤخرًا لتعليق مبيعات الأسلحة التي تم توثيقها في أضرار مدنية واسعة النطاق وانتهاكات واضحة متكررة للقانون الدولي.
وأخيرا طالب مركز المدنيين في الصراع، جميع البلدان وقادة العالم استخدام لنفوذهم لتأمين وقف إطلاق النار الفوري، وضمان حماية المدنيين والامتثال للقانون الإنساني الدولي، ودعم خفض التصعيد في جميع أنحاء المنطقة، وإجراء تحقيقات دولية ومستقلة وشفافة في جميع مزاعم انتهاكات القانون الدولي، وضمان محاسبة المسؤولين.