أمريكا

بايدن المنافق …ينادي بحماية الأبرياء ويفتح خزائن الأسلحة لإسرائيل لإبادتهم؟!

على الرئيس الأمريكي أن يتصرف بحسب وزنه رئيساً لقوة عظمى وإحدى كُبريات دول القرار في العالم، لا كأنه متطوّع في منظمة إغاثية، وإلا فليتوقف عن البكاء على الأطلال والمتاجرة بدماء الأبرياء في خضم حملته الرئاسية!

لم يتطرّق رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، خلال حديثه عن مقتل الأبرياء في غزة، إلى هُوية القاتل، ولم يعرّج على مصدر الأسلحة التي ساهمت في قتلهم، بل بنى فعل القتل لـ”المجهول” قائلًا إنّ 30 ألف شخصٍ، أغلبهم “ليسوا من حماس”، سقطوا في الحرب الدائرة بالقطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

كلام بايدن “العميّ” جاء في خطاب حالة الاتحاد السنوي أمام اجتماع لمجلسَي النواب والشيوخ نهاية الأسبوع الماضي، حيث أكّد أنّ ما يحدث في غزة “مفجع” وخصوصاً مقتل “النساء والأطفال الأبرياء”.

وبالفعل، فإنّ ما تفضّل به الأخير يدفع المستمع إلى الاعتقاد بأنّ بايدن هو رئيس “حزب الخضر” الذي يُعنى بسلامة البيئة، لا مموّل هذه الحرب وداعمها!

ولعلّنا نذكر نفاق بايدن بضلوع بلاده في هذه الحرب من رأسها حتى أخمص القدمين، لتتناسق أفعال رئيس الإدارة الأمريكية مع كلامه!

بايدن يُظاهر إسرائيل دبلوماسياً

منذ الحرب الإسرائيلية التي أعقبت “طوفان الأقصى” على قطاع غزّة، تبنّت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وجهة النظر الإسرائيلية بالكامل، ولم تألُ جهداً في إظهار إسرائيل بمظهر صاحبة الحقّ، قتلاً وإرهاباً وتشريداً وتجويعاً للفلسطينيين، تحت شعار “حق الدفاع عن النفس”.

بل إنّ بايدن نفسه، الذي تباكى يوم أمس على الأبرياء بغزّة، نقل دون مصدر أو دليل عن السلطات الإسرائيلية مزاعمَ مفادها أنّ المقاتلين الغزّيين قطعوا رؤوس 40 طفلاً إسرائيلياً، ما اضطر بيته الأبيض لتكذيب الخبر!

زد على ما سبق أنّ واشنطن نقضت 3 مشاريع قرارات بمجلس الأمن لمنع وقف الحرب في غزّة، فكيف يستوي هذا مع كلام بايدن عن قتل الأبرياء؟

بلاد بايدن تموّل الإبادة الجماعية!

إلى جانب الدعم السياسي والدبلوماسي، بالغت الولايات المتحدة في دعمها المالي لإسرائيل خلال هذه الحرب وقبلها، لضمان تفوّقها على جاراتها العربية في المنطقة.

وبحسب دراسة صدرت عن مركز خدمة أبحاث الكونغرس، فإن واشنطن قدمت لإسرائيل مساعدات منذ 1948 حتى مطلع 2023 بقيمة 158 مليار دولار!

وخلال هذه الحرب تحديداً، وافق “الكونغرس” على مساعدات بقيمة 14.3 مليار دولار لإسرائيل كان قد طلبها الرئيس بايدن، دون أن يقدم استراتيجية واضحة للغرض منها.. وبالتأكيد فإنّ إسرائيل لا تستخدم هذه المخصصات الضخمة في تشجير الغابات أو لمعالجة ثقب الأوزون، بل لتمويل آلة الحرب بغزّة في ظل الشلل الاقتصادي التام لديها والخسائر الاقتصادية التي تتكبدها منذ الطوفان.

من يخبر بايدن أن سلاح القتل أمريكي؟

عسكرياً، أفادت “واشنطن بوست” بأن الولايات المتحدة قدمت لإسرائيل أكثر من 100 شحنة مساعدات عسكرية، لم تعلن عنها، منذ أكتوبر/تشرين الأول.

وأشارت الصحيفة إلى أن المساعدات العسكرية شملت قذائف موجّهة وقنابل صغيرة القطر وقنابل مخترقة للتحصينات وأسلحة نارية، وغير ذلك من الأسلحة والذخيرة.

رسمياً، لم تعلن واشنطن إلا عن شحنتي مساعدات عسكرية لإسرائيل، أولاهما بقيمة 106 ملايين دولار تضمنت قذائف للدبابات، والثانية بقيمة 147.5 مليون دولار، لكن ما خفي أعظم!

وهذا التسليح العسكري، بالإضافة إلى إمداد إسرائيل بحاملات طائرات رست على شواطئها خلال الأشهر الماضية يدفع إلى السؤال عن مدى جدية بايدن في رفض قتل الأبرياء.. وهم يُقتلون بالأسلحة المصنّعة في بلاده!

أوراق بايدن لإثبات صدق النوايا!

وإذا سلّمنا جدلاً بأنّ بايدن “مفجوع” وغير راضٍ عن قتل الأبرياء بغزّة، والذين فاقوا في حصيلة غير نهائية 30 ألف شهيد، فضلاً عن 70 ألف جريح خلال الأشهر الخمسة للحرب، فإنّ في جعبته أوراقاً لترجمة ذلك: حريٌّ به، إذا كان جاداً، أن يجبر إسرائيل على أن تعصم دماء الأبرياء في القطاع وقد قُتلوا دون تفريق بين طفل وكهل وامرأة وصحفي ورجل دين ومسعف ومقاتل، وإلا فليلوّح بورقة تعليق المساعدات المالية والعسكرية!

وقد نادى بايدن في خطابه بإدخال الإغاثة إلى غزّة لكنّه لم يتحدث عن إغلاق إسرائيل للمعابر، وهو قادر على الضغط السياسي لفتحها والسماح بتدفّق المساعدات.

على الرئيس الأمريكي أن يتصرف بحسب وزنه رئيساً لقوة عظمى وإحدى كُبريات دول القرار في العالم، لا كأنه متطوّع في منظمة إغاثية، وإلا فليتوقف عن البكاء على الأطلال والمتاجرة بدماء الأبرياء في خضم حملته الرئاسية!

عبدالعزيز الزغبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى