لبنان

بالتزامن مع ضربة الضاحية حفلة ضخمة ل الشامي في بيروت!

ليست المرة الأولى التي يشهد فيه مهرجان «أعياد بيروت» حفلات تزامناً مع سقوط دماء الشهداء. ففي تموز (يوليو) عام 2013، أحيت اليسا حفلة على ذلك المسرح قبل وقوع تفجيرات إرهابية في ضاحية بيروت الجنوبية أدت إلى استشهاد وجرح عدد من المواطنين

في الوقت الذي كانت فيه منطقة حارة حريك تلملم أشلاء شهدائها الذين سقطوا جراء القصف الإسرائيلي، كان الشامي يتمايل على مسرح مهرجان «أعياد بيروت» في حفلة أقيمت على «واجهة بيروت البحرية». رغم الإقبال الكثيف على شراء البطاقات الذي سبق الحفلة، إلا أن غالبية الجمهور اعتذر عن عدم حضورها، مقرّراً اعتكاف الفرح في ظل الحزن الذي يخيّم على لبنان. لكن قبل دقائق من انطلاق السهرة، امتلأ المكان فجأة بالحضور، قبل أن يكتشف لاحقاً أنه تم توزيع بعض البطاقات مجاناً على الناس. قبل صعود المغني السوري إلى المسرح، سبقه «دي دجاي» قدّم وصلات فنية، وراح يطلق التصريحات بأنّ اللبنانيين لا يريدون الحرب بل السهر والحفلات! شعارات وظِّفت في جميع النشاطات الفنية في المدة الأخيرة ضمن حملة إعلامية وسياسية أرادت التصويب على المقاومة.

بعد تأخّر ساعة، صعد الشامي إلى المسرح وسط تصفيق حارّ وحالات الانهيار التي أصابت المراهقين الذين حضروا السهرة. ثم قال مغني الـ «تيك توك» كما يطلق عليه، كلمة تلعثم فيها، مفادها بأنه أثناء قدومه إلى السهرة، سمع باستهداف بيروت، لكنه أصرّ على إحياء السهرة كي يُفرح المتابعين. لم يوجّه الشامي تحية إلى الشهداء أو الجرحى، بل بالغناء من دون أن تهزّه المشاهد الواردة من الضاحية.

في هذا السياق، تلفت المعلومات لنا إلى أنّ القائمين على السهرة أصرّوا على إقامتها وعدم إلغائها، تجنباً لتكبّد الخسائر المالية. كما أن العاملين في الحدث الفني أصروا على نشر فيديوات استفزازية، عنوانها بأن بيروت ترقص مع الشامي. وراحت بعض وسائل الإعلام تنشر الخبر نقلاً عن فيديوهات السهرة، واصفةً إقامة الحفلة بأنه بمنزلة مقاومة حقيقية! ألم يكن بإمكان القائمين على الحفلة إلغاؤها أو تأجيلها بسبب التطورات؟

إقرأ أيضا : أسئلة كثيرة في قضية اغتيال هنية

سؤال طُرح على صفحات السوشال ميديا، فيما أجمعت التعليقات على أنّ إقامة الحفلة هو استخفاف بجراح اللبنانيين، ولا يعكس أي ثقافة، بل هو مؤشر إلى الانحدار الأخلاقي الذي وصل إليه البلد. وتابعت بأنّه كان يمكن للمنظمين الذي هم لبنانيون في الأساس، الاعتذار وعدم التباهي بإقامة الحفلة، وخصوصاً أنّه سبق إقامة حفلة الشامي، إلغاء عدد من الحفلات التي كانت ستُقام في بيروت، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية (الأخبار 30-7-2024).

ليست المرة الأولى التي يشهد فيه مهرجان «أعياد بيروت» حفلات تزامناً مع سقوط دماء الشهداء. ففي تموز (يوليو) عام 2013، أحيت اليسا حفلة على ذلك المسرح قبل وقوع تفجيرات إرهابية في ضاحية بيروت الجنوبية أدت إلى استشهاد وجرح عدد من المواطنين. يومها فجّرت المغنية اللبنانية حقدها، قائلة على المسرح «هذه أول مرة لن أستنكر أو أتأسف. هم أهلنا لبنانياً وإنسانياً، نحن كمقاومة، كل منا يجب أن يعمل ضمن اختصاصه، أنا كمغنية مهمتي أن أزرع الفرح».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى