تقارير

انقسام بين المسؤولين في إسرائيل بشأن حكم قطاع غزة بعد الحرب

ظهرت انقسامات جديدة بين المسؤولين في إسرائيل بشأن حكم قطاع غزة بعد الحرب، حيث أدى الهجوم غير المتوقع الذي شنته حماس في أجزاء من القطاع إلى زيادة الضغوط على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

ويقاتل الجيش الإسرائيلي مقاتلي حركة حماس في أنحاء غزة منذ أكثر من 7 أشهر بينما يتبادل إطلاق النار بشكل شبه يومي مع حزب الله المدعوم من إيران على طول الحدود الشمالية مع لبنان، وفق وكالة فرانس برس.

وبعد أن أعاد مقاتلو حماس تجميع صفوفهم في شمال غزة، حيث قالت إسرائيل في وقت سابق إنه تم تحييدهم، ظهرت انقسامات واسعة في حكومة الحرب الإسرائيلية في الأيام الأخيرة.

وتعرض نتانياهو لهجوم شخصي، السبت، من الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس الذي هدّد بالاستقالة ما لم يصادق رئيس الوزراء على خطة لفترة ما بعد الحرب في قطاع غزة.

وكان وزير الدفاع يوآف غالانت قد وجّه انتقادات لنتانياهو لعدم استبعاده تشكيل حكومة إسرائيلية في غزة بعد الحرب.

وأدى رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي الصريح القيادة الفلسطينية بعد الحرب في غزة إلى خلاف واسع النطاق بين كبار المسؤولين وأدى إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة.

يقول خبراء إن عدم الوضوح لا يخدم إلا مصلحة حماس، التي أصر زعيمها إسماعيل هنيّة على أنه لا يمكن إنشاء سلطة جديدة في المنطقة دون مشاركتها.

قالت ميراف زونسين، المحللة في مجموعة الأزمات الدولية “بدون بديل لملء الفراغ فإن حماس ستواصل النمو”.

ويتفق المحاضر في جامعة تل أبيب إيمانويل نافون مع ذلك.

وأضاف “لو تركت حماس في غزة، فبالطبع سوف يظهرون هنا وهناك وسيضطر الجيش الإسرائيلي إلى مطاردتهم” موضحا “إما أن تنشئوا حكومة عسكرية إسرائيلية أو حكومة يقودها العرب”.

ضغط أمريكي

والسبت، قال غانتس في خطاب متلفز “يجب على حكومة الحرب صياغة والموافقة بحلول 8 حزيران/ يونيو على خطة عمل تؤدي إلى تحقيق 6 أهداف استراتيجية ذات أهمية وطنية… (أو) سنضطر إلى الاستقالة من الحكومة”.

وأوضح أن الأهداف الستة تشمل الإطاحة بحماس، وضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني، وإعادة الرهائن الإسرائيليين.

وأضاف “إلى جانب الحفاظ على السيطرة الأمنية الإسرائيلية، إقامة إدارة أمريكية أوروبية عربية وفلسطينية تدير الشؤون المدنية في قطاع غزة”.

وسارع نتانياهو للرد على غانتس معتبرا أن مطالبه “معناها واضح: نهاية الحرب وهزيمة إسرائيل، والتخلي عن معظم الرهائن، وترك حماس سليمة وإقامة دولة فلسطينية”.

وقال غالانت، الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب “أدعو رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى إعلان أن إسرائيل لن تفرض سيطرة مدنية على قطاع غزة”.

وتعرض نتانياهو لهجوم مماثل بشأن تخطيطه للحرب من رئيس الأركان هرتسي هاليفي بالإضافة إلى كبار المسؤولين في جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت)، بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية.

ويرزح نتانياهو تحت ضغوط من واشنطن لوضع حد سريع للصراع وتجنب التورط في حملة طويلة.

وأصر نتانياهو الخميس على رفض أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة ما بعد الحرب، قائلا إنها “تدعم الإرهاب وتعلّمه وتموله”.

وبدلا من ذلك، تشبث نتانياهو بهدفه الثابت المتمثل في “القضاء” على حماس، مؤكدا أنه “ليس هناك بديل للنصر العسكري”.

ويقول خبراء إن الثقة في نتانياهو تتضاءل.

ورأى كولين بي كلاك، مدير السياسة والأبحاث في مركز “صوفان غروب” للأبحاث أنه “مع انتقاد غالانت لفشل نتانياهو في التخطيط لما بعد الحرب في ما يتعلق بحكم غزة، بدأت بعض الانقسامات الحقيقية في الظهور في مجلس الحرب الإسرائيلي”.

كتب على موقع إكس “لست متأكدا من أنني أعرف الكثير من الأشخاص، بمن في ذلك أشد مؤيدي إسرائيل حماسا، الذين يثقون في بيبي” في إشارة إلى نتانياهو.

طريق مسدود

وبدأت الحرب في قطاع غزة في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل، أدى الى مقتل أكثر من 1170 شخصا على الأقل غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى أرقام إسرائيلية رسمية.

وتوعّدت الدولة العبرية بـ”القضاء” على الحركة، وأدت عمليات القصف والهجمات البرية التي تنفذها في القطاع إلى مقتل 35386 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، بحسب آخر حصيلة أوردتها وزارة الصحة التابعة لحماس السبت.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة العثور في غزة على جثث 3 رهائن خطفوا في هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وإعادتها إلى البلاد.

والسبت، أعلن الجيش إعادة جثمان رهينة عثر عليه في غزة خلال العملية نفسها.

ويقول خبراء إن الآمال تضاءلت الآن في عودة الرهائن، وربما بدأ الصبر على نتانياهو يتضاءل في إسرائيل.

وبعد دخول القوات الإسرائيلية مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع، حيث كان يعيش أكثر من مليون نازح من غزة، توقفت المحادثات التي تتوسط فيها مصر والولايات المتحدة وقطر لإطلاق سراح الرهائن.

وقالت زونسزين من مجموعة الأزمات الدولية “صفقة الرهائن وصلت إلى طريق مسدود تمامًا، لم يعد بالإمكان الإيحاء بحصول تقدم”.

وأشارت “بالإضافة إلى الخلاف مع الولايات المتحدة وواقع أن مصر رفضت تمرير المساعدات عبر معبر رفح، كل هذه الأمور وصلت إلى ذروتها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى