وبالتأكيد فإن رسالة “الرئيس السيسي” – أمس – للشعب الفلسطينى فى “اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى حققت هدفها وطمأنت الأشقاء الفلسطينيين من أن “مصر” – بقيادتها – مُلتزمة بدعم صمودهم ورفض تصفية القضية الفلسطينية ورفضت التهجير والتأكيد على دعم “مصر” للحق الكامل المشروع فى دولة فلسطينية مُستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل (٥ يونيو ١٩٦٧) ومعالجة جذور الصراع من خلال إحياء مسار حل الدولتين.. هُنا إبراز قوى للدور المصرى فى دعم القضية الفلسطينية والتى نعتبرها قضية العرب المركزية الأولي وهى على رأس أولويات “مصر”.
“مصر” تُنادى بضرورة قيام المجتمع الدولى بتحمُل مسئولياته تجاه وقف القصف الإسرائيلي _ المرفوض _ للمدنيين فى قطاع غزة، فالحق الفلسطينى لن يضيع ولن يُكتب له الضياع مهما هدمت إسرائيل المنازل والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد ومقرات المنظمات الدولية ومهما منعت دخول شاحنات المساعدات الإنسانية ومهما قطعت الكهرباء والمياه والاتصالات والإنترنت ومهما منعت كل سُبل الحياة عن (٢٬٤) مواطن فلسطينى أعزل ومهما جعلت الحياة مُستحيلة فى قطاع غزة.
ما يحدث فى قطاع غزة لا يمكن وصفه على أنه قصف صاروخي للمدنيين فقط بل إنه “إبادة جماعية” – مع سبق الإصرار والترصُد – وجرائم إنسانية لن يغفرها التاريخ وستُكتب فى أسوأ صفحات التاريخ تحت عنوان: جيش إسرائيل يقتل شعب أعزل ويضرب بالقانون الدولى عرض الحائط، جيش إسرائيل يمنع الغذاء والدواء عن الأطفال والسيدات، جيش إسرائيل يمنع عمل منظمة الإغاثة الإنسانية – الأونروا – ويحظر وجوها ونشاطها، جيش إسرائيل يتسبب فى نزوح العائلات الفلسطينية لـ (٥) مرات متتالية بين شمال غزة وجنوبها وشرقها وغربها ثم لمناطق ساحلية يقول عنها أنها آمنة ثم يقصفها فى غدر واضح ومخطط خبيث، جيش إسرائيل يتسبب فى حدوث مجاعة إنسانية بعد رصد المنظمات الدولية لوجود معاناة فى الحصول على وجبة غذائية واحدة فى اليوم.
توقفت أمام ما أكدته “منظمة الأونروا” فى تقريرها بأن (غزة تشهد أشد قصف منذ الحرب العالمية الثانية)، أين ضمير العالم؟، أين الدول العظمى؟، أين مجلس الأمن؟، أين المحكمة الجنائية الدولية؟، ماذا ينتظر كل هؤلاء لكى يقولوا للعدوان الإسرائيلي كُف عن أفعالك المُجرمة دوليًا؟
اقرأ أيضا| مصر وانتشال غزة من واقعها المرير
مصر تعالج مصابي غزة وساهمت بأكثر من (٧٥٪) من حجم المساعدات التى دخلت لقطاع غزة، وعرضت رؤيتها بكل قوة للحل والعيش فى سلام فى الشرق الأوسط وقال (لا أمن ولا سلام ولا استقرار سوى بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية)، مصر فضحت التعنت الإسرائيلي والتعسف حينما رفضت تواجد إسرائيلي فى معبر رفح ورفضت التعاون معها حتى لا يكتب التاريخ إن مصر شاركت فى شرعنة التواجد الإسرائيلي فى معبر رفح، بل بالعكس واجهت إسرائيل فى المحكمة الجنائية الدولية، وجاء قادة العالم إلى القاهرة والتقوا بالرئيس عبدالفتاح السيسي واقتنعوا بوجهه نظر مصر الرامية إلى رفض أى عمليات استيطان جديدة وضرورة وقف العدوان على غزة والضفة.
فى (اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى) نرفع الشعار الذى صدر فى بيانات رسمية متعددة للمنظمات الدولية وهو (حان وقت وقف الحرب على غزة وعودة الهدوء لقطاع غزة) فالجميع يتحدث عن اليوم التالى فى قطاع غزة، لكن مصر تتحدث عن (إنقاذ غزة)، إنقاذ الأطفال والسيدات وإطعامهم ومساعدتهم وحمايتهم من البرد القارس بعد إن انتهت صلاحية الخيام طبقاً لتقرير منظمة الأونروا الذى رصد الحاجة إلى 10 آلاف خيمة بعد أن تلفت الخيام من الحرارة الشديدة فى الصيف الماضي ومن البرد الشديد هذه الأيام.. فيا أحرار العالم انقذوا غزة الآن قبل الغد.