يدخل الشهر الكريم وأهالي غزة المحاصرة لا يزالون يعانون من القصف الهمجي والتجويع الممنهج أمام مرأى العالم المنافق وبوسط من كنا نعتبرهم السندُ لبعضهم حتى انكشف الغطاء واتضحت الرؤيةُ عن محيطٍ منافق، لا يكترث بأخوةٍ ولا إنسانيةٍ ولا دينٍ، متجردٍ من كل مكارم الاخلاق!
منذُ السابعُ من أكتوبر والغزاويون بمحنةٍ حقيقيةٍ وجهادٍ متواصل وثباتٍ منقطع النظير، بعد أن ثار رجال حماس غيرةً على مقدساتهم وارضهم التي يلتهمها الاحتلال ويقضمُ أطرافها شيئاً فشيئا!
ومن الغريب أن نجد بعض العرب يرون أنها أخطأت فيما قامت به في السابع من أكتوبر والذي لم يكن إلا رداً على التعنت الصهيوني منذ عقود فاقت السبعة، جاءوا إلى ارض فلسطين هاربين متمسكنين بعد أن لم يجدوا مكاناً بالعالم يأويهم!
استضافهم الفلسطينيين ودخلوا الأرض المباركة باذون فلسطينية ودخلوا بيوت الفلسطينيين بلباس المسكنة حتى تمكنوا فطردوا أصحاب الأرض واستوطنوها!
ووصل بهم الأمر إلى أن أنكروا فلسطينية الأرض ونسبوها لأنفسهم رغم أن كل شيء على الأرض يلفظهم ولا يعترف بهم.
قضية فلسطين من القضايا القديمة التي لا يجهلها أحد بالعالم، ولا ينكر فضل الفلسطينيين على بني صهيون إلا جاحد كبني صهيون تماماً الذين أنكروا فضل أصحاب الأرض عليهم بل واستوطنوها وشردوا من استضافهم عليها ذات يوم، لكن اثبتت الأيام أن الفلسطيني لا يترك أرضه لسواها مهما كانت الظروف وسيعود لأرضه رضي من رضي وابى من ابى.