الهند مرشحة بقوة لإعادة تشكيل النظام العالمي
سواء كنت تعتقد أن الولايات المتحدة في حالة انحدار نسبي أم لا، هناك شيء واحد واضح وهو أن بقية العالم يتصرف كأن هذا الأمر حقيقة، نعم، لا يزال البيت الأبيض يسيطر على أقوى جيش في العالم ويرأس أكبر اقتصاد فيه، لكن عددًا متزايدًا ممّا يسمى بالقوى المتوسطة يتطلعون لمعرفة كيف يمكنهم الاستفادة من النظام العالمي المتطور.
ووفقا لمجلة “فورين بوليسي” يمكن أن يكون الخيار (أ) هو الهند، حيث يتزايد وجود نيودلهي على الساحة العالمية، حيث تعمل على بناء علاقات دفاعية وتكنولوجية مع واشنطن حتى في الوقت الذي تزيد فيه بشكل كبير إمداداتها من النفط الروسي الخاضع للعقوبات، وهي الاقتصاد الرئيسي الأسرع نمواً في العالم.
وقبل الانتخابات الهندية هذا العام -وهي انتخابات ضخمة إلى حد أنها سوف تمتد على مدى أكثر من 6 أسابيع من التصويت من إبريل إلى يونيو- هذه لحظة مناسبة لفهم ما ينعش هذا البلد الذي يبلغ تعداد سكانه 1.4 مليار نسمة.
لقد كانت الهند دائما دولة ديمقراطية غير محتملة، وفي عام 1947، قام الآباء المؤسسون بجمع خليط من الدول، العديد منها ذات لغات وثقافات ومأكولات مختلفة، في اتحاد، وكان من المفترض أن تكون هذه الدولة الجديدة جمهورية علمانية ديمقراطية.
عند إنشائها، أعطت فكرة الهند -رؤيتها الموحدة- الأولوية للديمقراطية الليبرالية على أي ثقافة أو دين، ولكن هذا يتغير الآن.. ربما لا تزال الهند ديمقراطية، ولكن في عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي الذي تولى السلطة مرتين، اكتسبت الثقافة والدين أهمية أكبر من العلمانية، وأصبحت الهند دولة هندوسية أولاً، حيث تم توثيق هذا كثيرًا.
وفي حين أن العالم ينظر إلى هذا في كثير من الأحيان على أنه تغيير من أعلى إلى أسفل يقوده شخص يتمتع بشخصية كاريزمية، تقدم “فورين بوليسي” استفزازين: أولاً، أن مودي يحقق في الواقع رؤية للهند كانت موجودة منذ قرن من الزمان، وثانيًا، قد يكون نجاح هذا المشروع مدفوعًا بالطلب بقدر ما هو مدفوع بالعرض، إذا فاز مودي بولاية ثالثة، فقد لا تكون الهند غير الليبرالية هي القاعدة.
يقول كبير المستشارين الاقتصاديين السابق لمودي، أرفيند سوبرامانيان، إن هناك أسبابا وجيهة للتفاؤل بشأن التوقعات المالية في الهند، لكن هناك أيضا أسبابًا للقلق.
ويوضح سوبرامانيان، جنباً إلى جنب مع المسؤول السابق في صندوق النقد الدولي المقيم في الهند، جوش فيلمان، كيف لا تزال نيودلهي بحاجة إلى إجراء إصلاحات كبيرة قبل أن تتمكن من محاكاة أي شيء مثل النمو المستدام الذي حققته الصين على مدى 4 عقود.
ولا يمكن لأي تحليل للهند أن يكتمل دون إلقاء نظرة على شبابها، ما يقرب من نصف سكان البلاد تحت سن 25 عاما.
فورين بوليسي