اليمن

المغتربين اليمنيين في السعودية ودول الخليج والخروج النهائي

يعيش زهاء 2 مليون مغترب يمني في السعودية، وهم يعملون في كل المجالات ، فهناك رجال الأعمال والأطباء والمهندسين ، لكن الغالبية الساحقة منهم عمال بسطاء ، إما يعملون موظفين برواتب محدودة ، وإما انهم عمال يمتلكون حرف مهنية تحقق لهم دخل لا بأس به

أعداد هائلة من المغتربين اليمنيين في المملكة العربية السعودية، تدفقت في الآونة الأخيرة ، الى السفارة اليمنية في الرياض ، للحصول على تأشيرة خروح نهائي، دون العودة مرة اخرى للمملكة، وهم يفعلون ذلك منذ بضعة سنوات، رغم انهم مقيمون بصورة رسمية ، ولديهم اقامات نظامية تمكنهم من البقاء في المملكة والعمل فيها بصورة طبيعية ، لكنهم فضلوا الرحيل ، وعدم البقاء في السعودية، وغالبية هؤلاء هم من الأشخاص الذين يعيشون مع افراد عائلاتهم ، كما ان هناك اعداد كبيرة من الشباب العزاب الذين يرغبون بالخروج النهائي.

وقد سألت زملاء يعملون في سفاراتنا في الدول الخليجية ، فأكدوا لي ان هذا الأمر يحدث لديهم بسبب عدم قدرة بعض المغتربين على الاستمرار والعيش مع عائلاتهم ، بسبب تدني الرواتب وعدم القدرة على تسديد كل المتطلبات سواء الرسوم اوايجار المنزل، او المعيشة التي أصبحت مكلفة ولاطاقة لهم على الوفاء بها إلا بشق الأتفس ،وحتى أولئك الذين يعيشون دون عائلاتهم لا يستطيعون التوفيق بين إرسال مصاريف لعائلاتهم ، ومعيشتهم هم انفسهم في تلك البلدان، وهو ما يحول دون قدرتهم على توفير بعض المال من اجل السفر لعائلاتهم ، فيقضون سنوات طويلة محرومين من زوجاتهم وأطفالهم.

ويعيش زهاء 2 مليون مغترب يمني في السعودية، وهم يعملون في كل المجالات ، فهناك رجال الأعمال والأطباء والمهندسين ، لكن الغالبية الساحقة منهم عمال بسطاء ، إما يعملون موظفين برواتب محدودة ، وإما انهم عمال يمتلكون حرف مهنية تحقق لهم دخل لا بأس به، وليست لدى احصائية محددة حول عدد المغتربين في بقية الدول الخليجية ، لكن المؤكد ان الغالبية الساحقة منهم بتواجدون داخل المملكة العربية السعودية ،ويعملون في مختلف المدن بهمة ونشاط.

فمنذ بضعة سنوات ، أعلنت الحكومة السعودية، اعفاء اي مغترب يمني من الرسوم المتراكمة عليه هو وأفراد اسرته ، وكذلك هو الحال مع العزاب ، اذا قرروا الخروج النهائي، وكنت أتسأل إن كانوا سيعودون إلى اليمن ، حيث المعيشة صعبة ،والعمل للحصول على القوت الضروري غير متوفر ،فعلمت ان الكثير منهم يذهبون بعائلاتهم الى مصر لأن المعيشة رخيصة والايحارات اقل تكلفة من اليمن ، ورب الأسرة يترك في السعودية أحداولاده ليكون هو المعيل لهم ريثما تصلح الأمور .

أحد المغتربين اليمنيين الميسورين ، اخبرني ان البعض يقوم بترحيل عائلته ، ثم يعيدهم بتأشيرة زيارة ، فهي أقل تكلفة ورسومها قليلة ومقدورة عليها ، وهناك اخرون نجحوا في السفر الى مصر ،وحالفهم الحظ بالحصول على تأشيرات إلى أمريكا وبعض دول أوروبا ـ فهاجروا الى هناك واستقرت أمورهم.

وأنا هنا احذر كل مغترب يمني عمل خروج نهائي ويفكر بالهحرة الى أمريكا أواي دولة أوروبية، أن ببحث عن شخص يثق به ثقة مطلقة ، وحتى هذا أمر غير كافي، فالفلوس تبيع النفوس وتفير الطباع ، لذلك اذا وجد شخص يخبره انه يستطيع ان يوفر له تأشيرة الى استراليا او أوروبا اوإلى اية دولة يكون العيش فيها مريحا ، والعمل فيها مجديا، ان لا يمنخه هللة واحدة ، وان يتفق معاه ان يكون بينهما وسيط ، ولا يسلمه المال حتى لو حصل منه على التأشيرة، بل عليه أن يتأكد انها حقيقية وليست مزيفة، فالنصابين والمحتالين كثيرين جدا ، وهم لا يخافون الله ولا يرحمون ضحيتهم، وكل ما يفكرون به ، هو كيف ينصبون على المساكين بوعود كاذبة وزائفة ، فأحذروا منهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى