المغرب

المعارضة المغربية تعاني الإفلاس السياسي

ولعل الخرجات الخرجات الأخيرة لأحزاب المعارضة تبين بجلاء أن المعارضة تمر من مرحلة الإفلاس السياسي ولم يعد لديها ما تقدمه إلا البحث عن البوز، بعدما أصابها العياء من انتظار فشل الحكومة

في خضم النقاش السياسي الحامي الوطيس مؤخرا بين الأحزاب السياسة المغربية، خاصة بين المعارضة والأغلبية الحكومية على خلفية حصيلة نصف الولاية الحكومية التي قدمها السيد عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية، نرى  أن تَسيُّد عزيز أخنوش للمشهد السياسي لم يكن وليد الصدفة بل لاعتباره رئيس حزب محترف كله طاقة و حماس للاشتغال و انكبابه الكامل على عمله كرئيس للحكومة المغربية بعدما ترك كل مهامه الشخصية،  يبحث دائما بالمستحسن إذ كان الأحسن ممكنا، و تجربته الطويلة جعلت منه رئيسا مذهلا في إجاد الحلول  وتتبع تنزيل الملفات، ولا أحد ينفي أن عزيز أخنوش أخد دفة الحكومة وهي في أحلك ظروفها و في مرحلة اعتبرت واحدة من أسوء الأزمات الخارجية (كورونا، الحرب الأوكرانية، توالي الجفاف..).

وبعد مرحلة طغى عليها الخطاب الشعبوي وإضعاف للمؤسسات و إفراغها من دلالتها،  فيحسب للسيد عزيز أخنوش إعادة تفعيل دور رئيس الحكومة الدستوري وفق كل الصلاحيات المتاحة وإعطاء القيمة الدستورية لمؤسسة رئاسة الحكومة بعدما استغلها البعض في السابق من اجل البحث عن التموقع السياسي لتحقيق مصالح حزبية وطائفية لا تخدم الوطن، ورغم هذه الأعطاب يسير الحكومة برزانة و ذكاء و هدوء منقطع النظير رغم التشويشات، لأنه دائما  مستعد للمخططات والمحاولات لقتل هذه التجربة الحكومية المبدعة و المبتكرة من طرف بين قوسين المعارضة.

ولعل الخرجات الخرجات الأخيرة لأحزاب المعارضة تبين بجلاء أن المعارضة تمر من مرحلة الإفلاس السياسي ولم يعد لديها ما تقدمه إلا البحث عن البوز، بعدما أصابها العياء من انتظار فشل الحكومة، فهذه المعارضة للأسف غير قادرة على تجديد نخبها والبحث عن إنتاج أمناء عامين يحضون بالشعبية داخل احزابهم على الأقل، والمتتبع للشأن السياسي سيلاحظ أن خطابات الأحزاب في المعارضة أصبحت مستهلك ونفس الأسطوانة تعاد كل مرة منذ بداية هذه الحكومة، و لم تقدم أي إضافة بل أقدمت على الإجهاز على ما تبقى من سمعة المعارضة كمؤسسة دستورية.

فالمعارضة عاقرة على إنتاج البديل السياسي مقابل التضخم في الوهم الأيديولوجي حتى اعتبر البعض أنه ليس على حكومة عزيز أخنوش تنزيل الحماية الاجتماعية لأنها مرتبطة بتوجه معين لهذه الأحزاب، وصدق من قال أن المعارضة حائرة تارة تسعى لإسقاط الحكومة و تارة تذهب لصنع تكتلات هشة و غير منسجمة تفشل من أول مبادرة ولا تعرف ماذا تفعل.

وهذا يرجع بالأساس لانحباس الأفق السياسي للمعارضة وتكتيف جهودها في تبخيس عمل الحكومة فقط، عوض الانخراط الإيجابي في تنزيل الأوراش الوطنية الكبرى، لذلك نتساءل ما هو دور المعارضة في تنزيل ورش الدولة الاجتماعية مثلا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى