يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مناقشة أمنية تتناول احتمالية انهيار المرحلة الثانية لاتفاق غزة وعودة الجيش الإسرائيلي إلى القتال على الفور وهناك من يدعو إلى ذلك وعلى رأسهم سومتيرش
والمؤشرات تؤكد أن إدارة ترمب معنية باتمام المرحله الثانيه من الاتفاق فقد وصل ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى إسرائيل الأربعاء، في زيارة تهدف إلى “مراقبة وتعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس”، بالتزامن مع التحضيرات للمرحلة الثانية من الاتفاق.
اقرأ أيضا.. هل حقا تصريحات ترامب بالتهجير بمنزلة “وعد بلفور”؟
هذا ومن المقرر أن تبدأ مفاوضات المرحله الثانيه يوم الثلاثاء المقبل، وهو اليوم الـ16 من توقيع الاتفاق، وفق التقارير
مستشار ترمب ويتكوف الذي التقى خلال زيارته برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، حيث تركزت المباحثات حول آليات تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق وضمان استمراره.
ومع إطلاق سراح أربيل يهود وآغام برغر، الخميس، إلى جانب غادي موزيس، انتهت فئة النساء المدنيات والجنديات في الصفقة، وتستعد إسرائيل للضربات التي ستأتي وكذلك لاحتمال انهيار الاتفاق والعودة إلى القتال، لكن ليس من المتوقع أن يحدث هذا قريبًا.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يواجه عقبات خطيرة في مراحله المقبلة مشيرة إلى عدد من التحديات والمؤشرات على ذلك.
وقال موقع “ذا هيل” الأميركي في تقرير: “تنفس الإسرائيليون والفلسطينيون الصعداء مع بدء وقف إطلاق النار الأخير، لكنهم الآن يحبسون أنفاسهم ليروا ما إذا كان سيدوم. على الرغم من وجود بعض علامات الأمل، إلا أن هناك أسبابا أكثر تدعو للقلق، خاصة مع التحديات التي تواجه المراحل المقبلة من الاتفاقية”.
وأشار الموقع إلى أن الاتفاقية تنقسم إلى 3 مراحل، كل منها أكثر تعقيدا وهشاشة من سابقتها
لفت “ذا هيل” إلى أنه على الرغم من استمرار وقف إطلاق النار، فإن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تثير شكوكا بشأن التزامه بتنفيذ المرحلة التالية، فقد أعلن نتنياهو أن “كلا من الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب والرئيس السابق جو بايدن قد قدما دعما كاملا لإسرائيل في حقها بالعودة إلى القتال إذا توصلت إلى استنتاج مفاده بأن المفاوضات حول المرحلة الثانية غير مجدية”.
ووفقا لمسؤول إسرائيلي رفيع، فإن نتنياهو وافق على الاتفاقية فقط تحت ضغط من مبعوث ترامب، ستيفن ويتكوف، الذي نقل رسالة صارمة من الرئيس الأميركي مطالبا بعقد صفقة.
المرحلة الثانية من الاتفاقية، المقرر بدؤها بعد 42 يوما من وقف إطلاق النار، تتطلب إعلان “هدوء مستدام” يتبعه الإفراج عن الأسرى المتبقين مقابل عدد غير محدد من الأسرى الفلسطينيين والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية.
ومع ذلك، فإن التفاصيل العالقة، مثل إنشاء منطقة عازلة حول غزة وربما بعض الوجود العسكري داخل القطاع، قد تعرقل تنفيذ هذه المرحلة، وفقا لتقرير “ذا هيل”.
ونظرا لعزم نتنياهو على الاحتفاظ بالسلطة بأي ثمن فقد يكون تهديد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة إذا لم “تحتل إسرائيل غزة وتنشئ حكومة عسكرية مؤقتة” فيها، كافيا لإفشال الصفقة.
المرحلة الثالثة، التي لا يوجد لها موعد محدد، فتشمل إعادة إعمار غزة فضلا عن إعادة فتح المعابر الحدودية وإعادة جثث الإسرائيليين والفلسطينيين الذين قتلوا في الصراع، وهي مهمة قد تكلف ما يصل إلى 80 مليار دولار.
كما أن مسألة حكم غزة ما بعد الحرب تبقى غير واضحة، خاصة بعد رفض إسرائيل لدور حماس أو فتح في إدارة القطاع.
وعلى إثر ذلك وفي حال لم ينجح نتنياهو بالتهرب من تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقه فإن معضلات داخلية وتحدّيات خارجية تواجه حكومته في ضوء تهديدات زعيم الصهيونية الدينية بتسلئيل سموترتش بالانسحاب وتفكيك الحكومة في حال عدم العودة للحرب على غزة، بينما يؤيّد أكثر من ثلثي الإسرائيليين إنهاء الحرب وتنفيذ مراحل الصفقة الثلاث، كما تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للانطلاق نحو مسارات عمل استراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، تخدم المصالح الأميركية، تكون نقطة البداية فيها تمرير مراحل وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب،
بيد أنّ التناقضات داخل الائتلاف الحكومي والخلافات حول قانون التجنيد وتوزيع الموارد المالية بين التيار الديني الحريدي والتيار الصهيوني القومي، في ضوء التهديدات المتبادلة بين زعيم حزب شاس الحريدي أرييه درعي ورئيس حزب الصهيونية الدينية سموترتش بحلّ الائتلاف البميني الحاكم على خلفيّة الخلاف حول قانون التجنيد، تضع نتنياهو أمام مأزق حقيقي يهدّد حكومته.
وتعكس الأزمة بين سموتريتش ودرعي صراعاً حول الموازنات، والمصالح الحزبية، والتنافس بين التيار القومي والأحزاب الدينية
وهذه الصراعات وتضارب المصالح سيكون لها تداعيات على تنفيذ المرحلة الثانية من عدمها وهناك صورة قاتمة تنتظر حكومة نتنياهو في ظل إصرار حزبا شاس ويهدوت هتوراة الحريديان على إقرار إعفاء طلاب المدارس الدينية من التجنيد شرطاً أساسياً لبقائهما في الحكومة، ويرفضان أيّ تنازل يمكن أن يفرض الخدمة العسكرية على أبنائهم.