ملفات فلسطينية

المرأة الفلسطينية عنواناً للصمود والتحدي

عند الحديث عن يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار من كل عام، لا يمكن أن الحديث عن نضالات وإنجازات المرأة في العالم دون ذكر المرأة الفلسطينية أم النضال وأم التحديات، وصاحبة البطولات الكبيرة لقد كان للمرأة الفلسطينية دورٌ بارزٌ في مسيرة نضال شعبنا الفلسطيني حتى يومنا هذا

هي سيدة العالم وعلى القمر أن يتوارى أنحني وأقبل يد كل امرأة فلسطينية الفقيرة اليتيمة الأرملة الثكلى أم الشهيد والجريح والأسير.. أنتي السيدة بين السيدات، فوق السطوح تراقبين وطنك أو تحت الأنقاض تحضنين طفلك..طريق الجنة تحت قدميك ومفتاح القدس بين يديك…يا أشرف النساء يا صانعة العظماء سلام لك في يومك الثامن من آذار.

إنها المرأة صانعة الرجال صانعة الثورة والكفاح الوطني والتي تساهم في بناء الدولة الفلسطينية فكانت رمزا للعطاء والتضحية والفداء وانطلقت المرأة مع انطلاقة الثورة لتكون رافدا أساسيا للبناء الوطني، ولا يمكن هنا أن ننسى الدور الكبير لاتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي ومساهمته الفاعلة في بناء المجتمع الفلسطيني حيث تأسس اتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي في حزيران عام 1981 كمؤسسة جماهيرية تعنى بقضايا المرأة والطفل في فلسطين، وأيضا لا ننسى دور الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والاتحاد النسائي الفلسطيني واتحاد لجان العمل النسائي وطاقم شؤون المرأة واتحاد لجان كفاح المرأة والعديد من المؤسسات النسوية العاملة في فلسطين وأماكن الشتات حيث كان لها الدور الكبير في تجسيد ملامح النضال الوطني والمساهمة الكبيرة في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية إن المرأة الفلسطينية عبرت عن المحتوى الوطني للنضال الفلسطيني وساهمت في صياغة المستقبل والقضية الفلسطينية لتساهم بفاعلية في الانضمام إلى حركة التحرر الوطني والتقدم الشهداء تلو الشهداء فكانت المرأة الأسيرة والقائدة والشهيدة وحاملة السلاح ورفيقة درب الرجال والطبيبة والمهندسة والمحامية والسفيرة والإعلامية، إنها المرأة الفلسطينية التي نفخر بها ونعتز بمسيرتها الوطنية عبر الأجيال .

عند الحديث عن يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار من كل عام، لا يمكن أن الحديث عن نضالات وإنجازات المرأة في العالم دون ذكر المرأة الفلسطينية أم النضال وأم التحديات، وصاحبة البطولات الكبيرة لقد كان للمرأة الفلسطينية دورٌ بارزٌ في مسيرة نضال شعبنا الفلسطيني حتى يومنا هذا والمرأة الفلسطينية تقدم التضحيات الجسام، وتشارك في كافة محطات شعبنا النضالية، كما ضربت المرأة الفلسطينية المثل الأعلى في النضال لكافة نساء العالم، فكانت الشهيدة والأسيرة والجريحة وأم الشهيد وأم الأسير، وتحملت المرأة الفلسطينية مسؤوليات الأسرة الفلسطينية والنهوض بأعبائها، والقيام بالواجبات المعيشة والاجتماعية بعد غياب رب الأسرة وقد قام كاتب السطور بإعداد دراسة تاريخية توثيقية لمقاومة المرأة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967م وحتى عام 1994م رصد فيها الدور السياسي والدور العسكري والدور الاجتماعي والدور الثقافي والفكري، كما رصدت دور مؤسسات المرأة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال، ووجدت من خلال دراستي أن المرأة الفلسطينية من أوائل النساء في الوطن العربي في العمل السياسي ومقاومة الاحتلال الأجنبي لأرضها .

وطرحت المرأة الفلسطينية قضية فلسطين في كل المحافل الدولية وبرزت وعززت وجود النساء من خلال المشاركة في الندوات والمؤتمرات وورشات العمل وأكدت على إخراج القضية الفلسطينية إلى الواجهة السياسية ناهيك أن المرأة الفلسطينية لها دور في صنع القرار ولم يكن دورها تكميلي أو تجميلي بل كان دورا مكملا للرجال في الدفاع عن القضية الفلسطينية، بل كان دورها فعالا وأصبح لها تمثيل في رسم السياسات العامة والاستراتيجيات.

وبرغم كل الألم والمعاناة التي تعيشها المرأة الفلسطينية في ظروف الاحتلال القاسية وظروف الحصار الظالم على المرأة في قطاع غزة إلا أنها تقف جنبا إلى جنب مع الرجال في كافة الميادين وتشارك الرجل في النضال والبناء، وتحقيق أهداف الشعب في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس المرأة الفلسطينية لا زالت تواصل كفاحها من أجل حقها العادل في المشاركة في عملية البناء والتنمية للوصول إلى المواقع الريادية والقيادية في المجتمع رغم كل التحديات التي تطال حقها وتقويض أسس الحياة الاقتصادية والاجتماعية خاصة في قطاع غزة فصمدت على أرضها في مواجهة الاستيطان وتعرضت للقمع والتعذيب، وسقطت شهيدة وجريحة في ميادين النضال، منذ بداية مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني الرافضة للاحتلال.

إن التاريخ النضالي للمرأة الفلسطينية حافل في مسيرة كفاح شعبنا الفلسطيني من أجل التحرر وبناء الدولة، قدت فيها المرأة آلاف الشهيدات والجريحات والأسيرات، ولا يكفيها مقال أو ألف مقال، ولكن هذا جهد متواضع لنتذكر جزء بسيط من تجربة المرأة النضالية في تاريخنا الفلسطيني فالمرأة الفلسطينية خنساء عصرها فهي نواة المجتمع الفلسطيني وركيزة الصمود في فلسطين فهي تقف إلى جانب الرجل من اجل محاربة الفقر والجوع ,فالمرأة الفلسطينية صابرة لا تعرف اليأس تقدم الفداء تلو الفداء فهي تجر الأمل والتفاؤل إلى قلوب أبناء المجتمع الفلسطيني في أصعب الظروف بإصرار وعزيمة هي سيدة فوق السطوح تراقب النجوم ، هي أم الشهيد صابرة ، هي مفتاح القدس ، فنور وجهها يغطي الأضواء ، هي مدرسة يتخرج من بين يديها الأبطال والمعلمين والمهندسين والأطباء والعمال ،صنعت التاريخ لحاضر ومستقبل هي الأم والأخت والأسيرة والشهيدة والرفيقة وهي الحياة بأكملها.

عاش الثامن من آذار
عاش يوم المرأة العالمي
كل عام وانتن بألف خير

محمود جودت قبها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى