فقدت الساحة الفنية التونسية والعربية مساء أمس الخميس 12 ديسمبر الممثل المسرحي والتلفزيوني والسينمائي فتحي الهداوي عن عمر ناهزت 63 سنة.
هذا ونعت وزارة الشؤون الثقافية الفنان فتحي الهداوي الذي قالت إنه توفي بعد رحلة مع المرض،وتقدمت بالتعازي إلى أسرة الفقيد وإلى الأسرة الفنية.
وولد فتحي الهداوي يوم 9 ديسمبر 1961 بتونس، وهو من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي بتونس سنة 1986.
وقد حلّ في المرتبة الأولى في دفعته حيث تحصل على جائزة رئيس الجمهورية آنذاك، وقد انطلق في التمثيل في مسرح المعهد الثانوي ابن شرف تحت إشراف أستاذه حمادي المزي.
وقد تحصل على أول جائزة له كأفضل ممثل بالمهرجان الوطني للمسرح المدرسي سنة 1978 وحاز على الجائزة ذاتها سنة 1980.
انضم بعد ذلك إلى مسرح الهواة والتحق سنة 1985 بمجموعة المسرح المثلث بتأطير من الاستاذ المسرحي الحبيب شبيل، ليكون لاحقا عنصرا من عناصر مجموعة المسرح الجديد مع الفاضل الجعايبي والفاضل الجزيري وجليلة بكار وغيرهم من القامات المسرحية التونسية.
وكانت له أدوار رئيسية في عدة أعمال مسرحية من بينها “العوادة” و”عرب” التي تم اقتباسها فيما بعد في عمل سينمائي يحمل العنوان ذاته وشارك فيه الهداوي في دور البطولة (1988).
وانطلق منذ نهاية الثمانينات وبداية التسعينات في مسيرة سينمائية وتلفزية درامية حافلة بالأعمال التونسية والعربية والأجنبية.
شارك في فيلم “حلفاوين” لفريد بوغدير وفيلم “صفائح من ذهب” للنوري بوزيد سنة 1986 ، إلى جانب آدائه لأدوار متنوعة في عدة أعمال سينمائية تونسية وعربية وأجنبية تعامل من خلالها مع مخرجين من فرنسا وإيطاليا مثل سارج موواتي (فرنسا) وفرانكو روسي (إيطاليا).
أما حضوره في المشهد الدرامي التلفزي التونسي فقد كان لافتا في المواسم الرمضانية منذ سنة 1991 مع مسلسل “ليام كيف الريح” لصلاح الدين الصيد ثم مسلسل “غادة” لمحمد حاج سليمان (1992) و”العاصفة” لعبد القادر الجربي (1993) و”الحصاد” (1994)، وتواصلت إطلالاته في الأعمال الدرامية التونسية الشهيرة مثل “صيد الريم” (2008) و”من أجل عيون كاترين” (2011) و”ناعورة الهواء” (2014-2015).
إقرأ أيضىا : سياسات بشار الأسد التي قضت عليه
وانفتح فتحي الهداوي على الدراما التلفزية العربية عبر مشاركات متنوعة في مسلسلات عربية تارخية شهيرة تم عرضها في عدد من الفضائيات العربية مثل “تاج من شوك” لشوقي الماجري (1997) و”هولاكو” لباسل الخطيب (2002) و”الحجاج” لمحمد عزيزية (2004) و”أبو زيد الهلالي” لباسل الخطيب (2004) و “خالد ابن الوليد” لمحمد عزيزية (2009) و”عمر” لحاتم خليل (2011).
وإلى جانب مسريته الفنية الحاملة لتجارب متنوعة، شغل فتحي الهداوي أيضا مناصب إدارية في القطاع الثقافي حيث كان مديرا للمركز الثقافي الدولي بالحمامات (2011-2014) ومديرا لمهرجان الحمامات الدولي في دورة 2012 ودورة 2013 وكان مسؤولا عن العلاقات العامة في ايام قرطاج السينمائية سنة 1995 ومديرا فنيا لأيام قرطاج المسرحية سنة 1993.
وتحصل الهداوي على عدد من الجوائز في مهرجانات محلية ودولية، كانت آخرها جائزة أفضل ممثل في مهرجان وهران للفيلم العربي سنة 2013. كما انخرط في العمل الجمعياتي فهو عضو في جمعية “فرحات حشاد” وجمعية “المدنية” وجمعية “حنبعل”، وكانت له عدة مشاركات في الفعاليات الجمعياتية المتعلقة بالأطفال المرضى وذوي الإحتياجات الخاصة وكذلك في السجون والمستشفيات العمومية ودور المسنين.
وبهذه المناسبة الأليمة أتقدم أنا كاتب هذا النعي الأليم( كاتب عام إتحاد الكتاب التونسيين-فرع تطاوين ) بأحرّ التعازي الى أسرة الفقيد والى الأسرة الفنية التونسية والعربية راجيا الله أن يلهم الجميع الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون