فيما يتواصل العدوان والمحرقة الصهيونية وحرب الإبادة المستمرة ضد شعبنا ومقاومته الحرة في غزة لليوم الـ 451 على التوالي، مما أحدث ذلك دمارٌ واسع وهائل و كبيرٌ جداً وايقاف بشكلٍ شبه كلي لكافة مناحي الحياة هُنا في قطاع غزة الصامد الذي يئن من وطئة الحصار المفروض ، ويعيش حالة من المعاناة والظروف القهرية القاسية ، وهو يُصارع ويُكابد الأحداث الكارثية التي هي ليست وليدت هذه اللحظة التاريخية فحسب ؛ بل أزلية وتتزداد تفاقماً ومأساوية بفعل تجدد الإعتداءات المتكررة على الفلسطينيون.
فضلاً، عما يقترفه هذا الإحتلال “الكولونيالي” النازي المؤقت وصلف الارهاب برمته من بطش وتنكيل وحرمان وما تستفحل به وتستشرسه ٱلة الحرب والقتل والتدمير “الاسرائيلية” بحقهم وبحق الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العُزل، وسط تخاذل واضح من المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية وصمت العالم الظالم المدوي بالخزي والعار، ولا سيما مجلس الأمن الدولي وحق الفيتو الذي يضعه المتنفذين فيه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها قوى الشر والإستكبار والإستعمار في المنطقة والعالم لتغطية على جرائم وفظائع ومجازر الإحتلال الإستعماري الإستيطاني الإحلالي المسخ ، وتأكيداً واضحاً ومباشر على تورطهما جميعاً في حرب الإبادة والتطهير العرقي بحق شعبنا الفلسطيني البطل الذي يقاتل ويدافع عن كامل أرضه المغتصبة ووطنه المسلوب منذ عام 1948 حتى يومنا هذا، ويدفع فاتورة الدفاع وصون المقدسات بالدم والروح ولم يتردد موقفه للحظة واحدة على الإطلاق وسيبقى يقدم ويضحي حتى إنتزاع حريته الحتمية من بين أنياب الظلم، والإضطهاد والإستبداد والعنصرية الزائلة بزوال الطغيان.
بطبيعة الحال وكما هو معروف وواضح بشلال من الدم يتواصل القصف “الإسرائيلي” من قِبل الطائرات والمسيرات والمدفعية والزوارق الحربية العدوانية المختلفة وعلى مدار الساعة لا يتوقف براً بحراً جواً في مختلف محافظات القطاع، وخاصة مناطق شمالي القطاع التي تعيش وضعاً إستثنائياً مختلفاً في ظل ( طوق أمني مُحاط بالموت) أي اشبه بعنق الزجاجة ، ولا سيما يتعمد الإحتلال “الإسرائيلي” بمواصلة وتنفيذ سياساته الإجرامية بقصف وإستهداف خيام النازحين خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية الأكثر تكدساً ، وهي مناطق ما تُعرف عامة “بمواصي خانيونس” جنوبي القطاع التي يتدعي الاحتلال الفاشي بأنها ٱمنة وتلك هي إحدى المناطق التي نزحت إليه أنا وعائلتي على شاطئ البحر ، بعدما مُرسة بحقنا في محافظة غزة بمخيم الشاطئ تحديداً ولا سيما الشمال عملية حصار واستهداف وقتل وملاحقة وتجويع وخناق وتطويق وتهجير واسع وممنهج لا يمكن التعبير عنه او وصفه بكلمات ، ومازالت مستمرة في مناطق القطاع ، وبعد صمودٍ أسطوري متواصل يجسده ابناء شعبنا ولم ولن ينال من عزيمتنا وإرادتنا وباقون هُنا صامدون متشبثون بأرضنا حتى ٱخر قطرة دم من غزة وكل فلسطيننا التاريخية المحتلة.
ومهما طال أمد العربدة الإحتلالية “الاسرائيلية” سنطيل أمد الحرب الشعبية ولن يستطيع إقتلاعنا أو إجتثاث فكرة المقاومة وحق الدفاع عن حقنا بالحرية والحياة الكريمة أسوةً ببلدان وشعوب العالم، وسنلقنه دوماً درساً تلو الدروس في الصمود والتحدي بصدورنا العارية أمام دبابات حقده وٱلة قتله الدموية.
اقرأ أيضا| بعض تطوّرات 2024: غزّة وأمور أخرى
اما طبيعة وعملية نقل المصابين تتم في ظروف معقد و صعبة للغاية ويصعُب أحياناً إجلائهم بفعل كثافة نيران الإحتلال “الإسرائيلي” وتعمده بإستهداف الطواقم الطبية والإسعافية طواقم الدفاع المدني ولا سيما خروج ٱليات وادوات وسيارات الإنقاذ البسيطة عن الخدمة وتوقفها عن العمل بشكل جزئي وكلي أيضًا في بعض المناطق و في مختلف محافظات القطاع، وهُناك عشرات الٱلاف مِن مٓن هم أستشهدوا، وأحترقوا، وأختنقوا بين و تحت الأنقاض بسبب الغارات “الاسرائيلية” الحربية المتكررة والمتواصلة، وصعوبة وصول الطواقم المختصة إليهم بفعل إستهدافهم المتعمد والممنهج.
ولا سيما حصار وإقتحام وتدمير معظم مستشفيات ومراكز القطاع الصحية والمجتمعية وخروجها عن الخدمة واقتياد كوادرها وطواقمها إلى السجون والمعتقلات “الإسرائيلية” وإلى جهات مجهولة أيضاً حتى إستشهدهم في أقبية التحقيق اللاإنسانية، وهو ما يحصل في كل يوم وفي كل لحظة وحين خاصة في مستشفى العودة _تل الزعتر، ومستشفى كمال عدوان شمال القطاع الذي اصبح اليوم مرتعاً لبطش الإحتلال وأُخرج عن الخدمة بعد أعتقال كوادره الطبية وفي مقدمتهم مدير المشفى الدكتور حسام ابو صفية على مرئ ومسمع العالم.
هذا العالم الذليل، الذي لا يحرك ساكناً في ظل إنتهاكاتٍ وحشية فاشية صارخة لكل النُظم واللوائح والقوانين والأعراف والمواثيق الدولية عامة وخاصة المتعلقة بالحروب وحقوق الإنسان وحماية هذه المؤسسات والطواقم التي لا تستطيع اليوم أن تؤدي أبسط خدماتها وواجباتها الأولية والثانوية.
فضلاً عن سياسة التجويع الممنهجة التي يقترفها العدو وإرهابه الأسود وٱلة حربه السادية بحق شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة الباسل في ظل الحصار الشامل المفروض، وتعنته في عدم إدخال المساعدات والإغاثات التموينية وإغلاقه كافة المنافذ والمعابر الحدودية وسيطرته عليها، وعندما يسمح لبعض المؤسسات الدولية بإدخال حفنة من شاحنات المساعدات الإغاثية يقوم بملاحقتها وإستهدافها بشكل متعمد تارةً او إستهداف عناصر تأمينها و تحييدها إلى المناطق الشرقية القريبة من أماكن توغله وتواجده على الحدود تارةً أخرى ، ما يتسبب في خلق حالة من الفوضى والفلاتان الأمني ما يهدد السلم الأهلي والمجتمعي وهذا أمر خطير جداً يحاول العدو تنفيذه عبر عملائه وأذنابه الخونة على الأرض من خلال إستغلال وامتهان سياسة التجويع الكارثية ضد المواطنين واللاجئين الفلسطينين في القطاع الذين يعانون ويعيشون حالة من الفقر المدقع أصلاً، مما يجعل القطاع أرضاً قاحلة لا تصلح للعيش او لأدنى متطلبات الحياة الٱدمية الحقيقية، وهذا ما يسعى إليه الإحتلال الصهيوأمريكي المجرم وإلى تعزيزه و فرضه ليصبح أمراً واقعاً.