تدور أحاديث حول تحشيدات لانتزاع معبر رأس جدير من ميليشات زوارة لمصلحة وزارة الداخلية إلى هنا يبدو الأمر منطقياً؛ فالمعابر البرية والجوية والبحرية ينبغي أن تكون تحت سيطرة مؤسسات الدولة، لكن الدولة وللأسف تكيل بمكيالين حيث ترفض أن يكون معبر رأس جدير تحت سيطرة ميليشيات زوارة بينما تُبقي كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية في المنطقة الغربية تحت سيطرة ميليشيات جهوية ومناطقية وقبلية، وهو ما يجعل خطوة وزارة الداخلية ناقصة أن لم تكن مريبة.
فالغرب يتربص بنا الدوائر، ويأمل أن تنضج الظروف لمشروعات عبء الرجل الأبيض لحماية الاقليات الذي رسمه صنّاع السياسات وصنّاع القرار في الغرب ليعقب مشروعات عبء الرجل الأبيض لنشر الديمقراطية في بلادنا والمنطقة العربية عند انتهاء صلاحيتها في خلق الحروب الأهلية والطائفية وتحويل البلدان العربية إلى دول فاشلة.
وترمي مشروعات حماية الاقليات هي الأخرى لإشعال حروب أهلية وعرقية بدعوى الانتصار لحقوق الاقليات. وقد يقول قائل إن الغرب بعيد كل البعد عما يحدث في رأس جدير غير أن ذلك غير صحيح سيمارس صنّاع السياسات وصناع القرار في الغرب دور التجاهل لما يحدث في المعبر فوق الطاولة وإن حركوها من تحت الطاولة، وينتظرون حتى تشتعل الحرب ويسقط ضحايا من زوارة ثم يبعثون بصحفييهم ومراسلي قنواتهم الفضائية ومنظماتهم المعنية بحقوق الانسان، ويبدأ توظيف الحدث لمشروعات عبء الرجل الأبيض لحماية الاقليات وانتظروا المذابح والحروب الممولة مباشرة من الغرب أو الممولة من وكلائه في الخليج وبقية دول المنطقة.
ومخطيء من يظن أن الغرب قلبه على أمازيغ زوارة أو غيرهم، فالامازيغ والطوارق والتبو مثلهم مثل الأكراد في سوريا والعراق سيستخدمهم الرجل الأبيض ثم يبيعهم في سوق النخاسة، لأنهم بالنسبة له مجرد أوراق يستخدمها لتحقيق مأربه وسيستخدمهم وغيرهم من القبائل العربية ككتائب صدام امامية وأدوات لتخريب أوطانهم وسيمنيهم الأماني ثم يتخلى عنهم عندما تنتهي مهمتهم في المساهمة في تخريب بلدانهم وتخريب معيشتهم، والتجربة الكردية ليست عنا ببعيد. حيث لا مصلحة غربية في تكوين دولة للاكراد ولا للطوارق ولا للامازيغ، ذلك أن امتلاكهم للدولة سيحد من فرص توظيفهم لاشعال الحروب في بلدانهم.