منذ القدم، ارتبط الفن بالسياسة وعكس هموم المجتمعات. لكن هل يمكن للفن أن يتخطى حدود الحاضر ويتنبأ بالمستقبل؟ مسلسل “العائدون” المصري، الذي عرض في رمضان 2022، يطرح هذا السؤال الشائك. فبينما كان المشاهدون يستمتعون بأحداثه المشوقة، كان السيناريست باهر دويدار يرسم لوحة مستقبلية قاتمة لسوريا، والتي بدأت تتجسد على أرض الواقع بشكل مخيف.
تدور أحداث “العائدون” حول صراع المخابرات المصرية مع الإرهاب، لكن المسلسل لا يقتصر على الأحداث المحلية. فجزء كبير منه يستعرض الأوضاع المتدهورة في سوريا، ويقدم رؤية مستقبلية قاتمة لما قد يحدث بعد سقوط النظام. هذه الرؤية التي بدا أنها مبالغ فيها وقتها، أصبحت اليوم واقعية مؤلمة.
“لم أكن أنجم، لكنني كنت أقرأ في الأحداث”، هكذا وصف دويدار قدرته على التنبؤ بما حدث في سوريا. فخبرته الطويلة في العمل مع الأمم المتحدة، وشهادته لأزمات مشابهة في دول أخرى، مكنته من قراءة الخريطة السياسية السورية بدقة متناهية.
إقرأ أيضا:تنبؤات ليلى عبد اللطيف عن سوريا تتحول إلى رماد
هل كانت هذه مجرد مصادفة؟ أم أن الفن قادر حقاً على كشف أسرار المستقبل؟
ربما يكون الجواب يكمن في قدرة الفنان على استشعار نبض المجتمع، وفهم دواخله وأسراره. فالفن الحقيقي لا يقتصر على الترفيه، بل هو مرآة تعكس الواقع، وتنبهنا للمخاطر التي تهددنا.