الضربة المرتقبة ضد طهران.. هل تفعلها إسرائيل؟
من المعروف أن كلاً من إسرائيل وإيران لا يشتركان في أية حدود برية أو بحرية، لذا فإن إمكانية التحام جيشين في حرب نظامية أمر شبه متعذر
يترقب المجتمع الدولي رداً عسكرياً إسرائيلياً ضد إيران، وقد يكون دقيقاً ومفاجئاً وفتاكاً، كما أشار وزير الدفاع الإسرائيلي، يواف غالانت.
وعليه، ما طبيعة الرد الذي تتوعد إسرائيل بتنفيذه؟ وهل سينتهي بمجرد حدوثه؟ أم سترد إيران بالمثل؟ ما يعني دخول البلدين في حلقة مفرغة من الرد والرد المقابل.
من المعروف أن كلاً من إسرائيل وإيران لا يشتركان في أية حدود برية أو بحرية، لذا فإن إمكانية التحام جيشين في حرب نظامية أمر شبه متعذر.
إن أقرب سيناريو محتمل هو الضربات الجوية والصاروخية، التي ستطال أهدافاً حيوية ومفصلية في الدولة الإيرانية، مثل مصافي النفط، وخزانات الوقود والطاقة، ومراكز الاتصال والسيطرة. وقد تُستهدف المنشآت النووية، على غرار استهداف المفاعل النووي العراقي “مفاعل تموز”، حيث دُمر المفاعل بقصف جوي إسرائيلي في 7 حزيران (يونيو)، وسميت العملية حينها بـ”عملية بابل”، وعُرفت أيضاً باسم “عملية أوبرا”.
اقرأ أيضا.. إيران وإسرائيل.. من بدأ الحرب؟
غير أن خياراً آخر، أكثر خطورة، قد يكون مطروحاً، وهو استهداف شخصيات سياسية وازنة، كما رأينا مؤخراً في حزب الله، وهو ما سيؤدي على الأرجح إلى إشعال المنطقة بأسرها، وقد يقود إلى أكثر من مجرد حرب إقليمية.
إنَّ واحدة من قوى إيران خارج حدودها هي الامتداد العقائدي والسياسي الكبير في دول الجوار، والذي استثمرت فيه إيران عقوداً طويلة، والذي يمكن أن تحركه لضرب مصالح أميركية أو خليجية محتملة، لخلط الأوراق وإعادة رسمها من جديد وفق المصلحة الإيرانية المطلوبة.
حتى الآن، لم تهدد إيران صراحة باستهداف منشآت نفطية خليجية، إلا أنها حذرت من أن أي تدخل مباشر من قبل “داعمي إسرائيل” ضد طهران من شأنه أن يدفع إيران إلى شن “هجوم قوي” على “القواعد والمصالح” في المنطقة.
إذا ظل الرد الإسرائيلي، في حال حدوثه، ضمن قواعد الاشتباك أو محدوداً، فقد تنتهي الأزمة عند هذا الحد. أما في حال كان هجوماً واسعاً أو استهدف قيادات سياسية رفيعة، فمن المحتمل أن تلجأ إيران للرد بالمثل. إلا أنه من الصعب تصور استهداف شخصيات إسرائيلية بالاغتيال، فإيران تفتقر للتكنولوجيا اللازمة لمثل هكذا عمليات.
ختاماً، للسياسة قواعد اشتباك خاصة بها، تماماً كقواعد الاشتباك في العلوم العسكرية. فالسياسيون يعرفون متى وأين ولماذا يحركون البيادق على رقعة الشطرنج، فكل شيء يخضع في النهاية لقواعد اللعبة.