الصفقة الإيرانية – الإسرائيلية: عودة إلى حربي الوكلاء والظل
توقعات بأن تبدأ عملية اقتحام مدينة رفح في المدى القصير، يصاحبها تسخين كبير لجبهات الأذرع في لبنان، العراق واليمن. فإيران التي تستثمر منذ العام 1979 تحت شعار القدس والقضية الفلسطينية تحتاج أن تلعب دوراً بارزاً في الحرب الدائرة
انطلاقاً مما تقدم يمكن استخلاص ما يأتي: أن لبنان سوف يبقى في مرمى حرب “المشاغلة” حتى لو قام الإسرائيليون بتعميق نطاق ضرباتهم جغرافياً، ورفع سقف العنف. لكن حتى اللحظة لا مؤشرات إلى وجود ضوء أخضر أميركي لإسرائيل لكي تقوم بعملية عسكرية حاسمة في لبنان. هذا لن يمنع من استهداف قيادات وبنى عسكرية تابعة لـ”حزب الله” في مناطق بعيدة عن الحدود وربما في الضاحية الجنوبية لبيروت أو حتى بعض الأحياء في العاصمة نفسها.
في العراق سيسمح لإسرائيل بالرد على الفصائل العراقية التابعة لـ”فيلق القدس” كلما استهدفت إسرائيل نفسها. وقد حصلت قبل أيام قليلة ضربة غامضة (إسرائيلية) على مقر تابع لـ”الحشد الشعبي” في محافظة بابل جنوبي العاصمة بغداد، كان الهدف منها إيصال رسالة إلى الفصائل بأنها مكشوفة عسكرياً ويسهل إلحاق الأذى الكبير بها. أما في ما يتعلق بالحوثيين في اليمن فالتحالف الدولي ضمن عملية “حارس الازدهار” تمكن من إضعاف قدراتهم بالنسبة إلى المسيرات والصواريخ التي يهددون بها حرية الملاحة. وإذا استمرت الضربات الاستنزافية الأميركية – البريطانية لغاية نهاية الصيف سيكون الحوثيون خسروا 90 في المئة من قدراتهم بما سيمكن التحالف من تحييدهم إلى حد كبير.
ستستمر حرب غزة لأشهر طويلة مقبلة. لكن إيران وإسرائيل لن تخلّا بقوانين اللعبة.