حماس

السنوار رئيسًا لحماس الدلالات والأبعاد

السنوار سيغادر غزة متجها إلى مصر التى يفضلها على قطر نظرا لحاجته الضرورية للوفاء بمسؤولياته الجديدة كزعيم لحماس.

شغل تنصيب، القيادى فى «حماس»، يحى السنوار رئيسا للمكتب السياسى للحركة، الداخل الإسرائيلى، ليتصدر الرجل الذى تصفه تل أبيب بـ«العقل المدبر لطوفان الأقصى» لعناوين الصحف ومراكز الأبحاث الإسرائيلية، ليومين متتابعين وقد وصف مركز دراسات الأمن القومى الإسرائيلى خلافة السنوار لهنية بـ«غير المتوقعة» فى تقرير تحليلى حمل عنوان «السنوار رئيساً لحماس.. ماذا فى الدلالات والأبعاد؟».

اعتبر الباحث الإسرائيلى، المختص فى الشؤون الأمنية والاستراتيجية بالمركز، كوبى مايكل، أن انتخاب يحيى السنوار خلفا لهنية جعل منه «قائدًا فعليًا» للحركة على الصعيدين السياسى والعسكرى، مضيفًا أن انتخابه لم يكن متوقعا ضمن الأسماء والتكهنات لأسماء الخلفاء المحتملين لهنية بالنسبة لإسرائيل.

أضاف الباحث الإسرائيلى فى مقاله أن انتخاب السنوار يشير إلى مكانة الرجل ونفوذه فى حماس من جانب ومكانة قطاع غزة كـ«مركز ثقل» للحركة من جانب آخر، لافتا إلى أنه: «ليس من الواضح كيف تمت عملية اختياره وما إذا جرى بواسطة مجلس شورى حماس وفقًا للعرف المتبع فى الحركة، وكيف وأين جرى ذلك» كما تساءل عن: «كيف سيدير السنوار المنظمة وهو مختبئ فيما الجيش الإسرائيلى يطارده».

واعتبر الباحث الإسرائيلى أن «تعيين السنوار كقائد سياسى لحماس بجانب دوره كزعيم للحركة فى داخل القطاع سيجعله المحرك الرئيسى بل المصدر الوحيد للسلطة فى حماس- لاسيما- فيما يتعلق بالمفاوضات بشأن الرهائن، لاسيما أن كلمته كانت تمر على رقاب الجميع وصولا للزعيم السابق للحركة»، وفق تعبيره.

وحول دلالات تنصيب السنوار، اعتبر الباحث الإسرائيلى تثمينا من حركة حماس لـ«مركزية قطاع غزة لقيادة المقاومة المسلحة والثمن الباهظ الذى دفعه الرجل وتقديرا لمكانته من منظور الفلسطينيين، من جهة ورسالة لإسرائيل، وللجميع بشأن صمود الحركة واستمراريتها الوظيفية»، وفق تعبيره.

اقرأ أيضا| تأويل غير بريء لاختيار السنوار لقيادة حركة حماس

لكن المحلل الإسرائيلى رجح أن «السنوار قد يبرم صفقة مع الإسرائيليين بشكل أسهل» معللًا ذلك بأن السنوار على افتراض أنه سيحاول تثبيت مكانته كقائد للمنظمة تحضيرًا للانتخابات المتوقع إجراؤها لقيادة الحركة فى عام ٢٠٢٥، سيرغب فى إبرام صفقة وإنهاء الحرب بضمانات لأمنه الشخصى، مما سيسمح له بتولى قيادة الحركة لسنوات قادمة بنشاط معتبرا أن وجوده «فرصة لإنهاء الحرب فى قطاع غزة بصفقة رهائن أكثر قبولاً من وجهة نظر إسرائيل».

وتابع بأن السنوار سيغادر غزة متجها إلى مصر التى يفضلها على قطر نظرا لحاجته الضرورية للوفاء بمسؤولياته الجديدة كزعيم لحماس، وهو ما لا يمكنه القيام به من داخل قطاع غزة، مضيفا أن مصر قد تدفع نحو سيناريو صفقة يضمن فيها السنوار أمنه الشخصى.

الباحث الإسرائيلى قال إن انتخاب السنوار لم ينهِ بالضرورة الصراعات المعروفة داخل المنظمة بين مؤيدى قطر (ممثلين فى خالد مشعل) ومؤيدى مصر (ممثلين فى السنوار)، وكذلك بين قيادة غزة والضفة الغربية، وبين الصف الأول فى الحركة، ومع ذلك، ما لا يمكن التشكيك فيه أن انتخاب السنوار عزز مكانته وقيادته وسلطته، وفق تعبيره.

اختتم الباحث الإسرائيلى تحليله بأن إسرائيل بصدد مواجهة السنوار ومهاراته السياسية والقيادية، بعد ما رفع مكانته ومكانة حماس؛ مرجحا أن هذه الخطوة ستجعل من السنوار مرشحا للقيادة الفلسطينية ككل، بل إن التحدى الذى يمثله لأبومازن وقيادة فتح والسلطة الفلسطينية سيتجاوز حتى ذلك الذى كان يمثله إسماعيل هنية، مختتما بأن العديد من الباحثين والخبراء الإسرائيليين الذين تعاملوا مع حماس لسنوات، لم يتخيلوا هذا السيناريو المفاجئ لانتخاب السنوار لهذا المنصب نظرا لـ محدودية خيالهم كباحثين لا يمكنهم التنبؤ بعنصر المفاجأة الدائم فى استراتيجية الحركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى