شهر رمضان هو وقت الروحانيات والعبادات، لكنه أيضًا فترة تتغير فيها العادات اليومية بشكل كبير، خاصة فيما يتعلق بمواعيد النوم وتناول الوجبات. ومن أكثر التحديات التي يواجهها الصائمون خلال هذا الشهر هي اضطرابات الجهاز الهضمي وصعوبات النوم، والتي غالبًا ما تكون نتيجة لتناول وجبة السحور في وقت متأخر من الليل.
لكن، هل تعلم أن توقيت السحور يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على جودة نومك وصحتك؟ وفقًا للدراسات العلمية، فإن تناول الطعام قبل النوم مباشرة قد يتعارض مع الساعة البيولوجية للجسم، مما يؤدي إلى الأرق أو النوم المتقطع.
كيف يؤثر السحور على نومك؟
عند تناول الطعام قبل النوم، يبدأ الجهاز الهضمي في العمل بشكل مكثف، مما قد يؤثر على إنتاج هرمون الميلاتونين، المسؤول عن تنظيم النوم. هذا يمكن أن يجعل نومك أقل عمقًا وأكثر عرضة للاضطرابات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول وجبات دسمة أو غنية بالكربوهيدرات قبل النوم قد يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم، يتبعه انخفاض سريع، مما قد يسبب الاستيقاظ المتكرر خلال الليل. كما أن النوم بعد الأكل مباشرة يزيد من خطر الإصابة بارتجاع المريء، حيث يتدفق حمض المعدة إلى المريء، مسببًا حرقة وألمًا.
نصائح لسحور صحي ونوم مريح
- اختيار وجبات خفيفة ومتوازنة
يُفضل أن تحتوي وجبة السحور على أطعمة غنية بالبروتينات الصحية والدهون المفيدة، مثل الزبادي والمكسرات، مع تجنب الأطعمة الدسمة أو الغنية بالكافيين. - تحديد توقيت السحور
من الأفضل تناول السحور قبل موعد النوم بساعة إلى ساعتين، مما يمنح الجهاز الهضمي وقتًا كافيًا لهضم الطعام قبل الخلود إلى النوم. - خلق بيئة نوم مريحة
يمكن تحسين جودة النوم من خلال تخفيف الإضاءة في الغرفة، وضبط درجة الحرارة، واستخدام وسائل الاسترخاء مثل قراءة القرآن أو الاستماع إلى أصوات هادئة قبل النوم.
لماذا يجب تجنب الوجبات الدسمة في السحور؟
الوجبات الدسمة أو الغنية بالدهون تتطلب وقتًا أطول للهضم، مما قد يسبب الشعور بالثقل وعدم الراحة أثناء النوم. كما أنها تزيد من احتمالية الإصابة بارتجاع المريء واضطرابات الجهاز الهضمي.
توقيت السحور ونوعية الطعام الذي تتناوله يمكن أن يكونا الفارق بين ليلة هادئة وأخرى مضطربة. باتباع النصائح المذكورة أعلاه، يمكنك تحسين جودة نومك وتجنب المشاكل الصحية المرتبطة بتناول الطعام في وقت متأخر.
لذا، احرص على أن تكون وجبة السحور خفيفة ومتوازنة، وتناولها قبل النوم بساعة إلى ساعتين، وستلاحظ فرقًا كبيرًا في جودة نومك وصحتك العامة خلال شهر رمضان.