حماس

الرهان الفاشل لحماس ونكران الجميل !

لقد مرت الجمعة الثانية من شهر الجهاد في القدس والضفة بكل هدوء، دون أن يحرك أحد من أجل ما يحدث لغزة ولو حجرا يلقونه على الجيش الاسرائيلي، رغم أن قادة حماس أطلقوا على الطوفان الذي أوصل غزة لما وصلت إليه، "بطوفان الأقصى" تيمنا بهم وبالمسجد

يبدو أن رهان قادة حماس على ثورة المقدسيين أو أهالي الداخل المحتل أو حتى بالضفة الغربية، لنصرة قطاع غزة المكلوم، خلال شهر رمضان المبارك، “شهر الجهاد والمقاومة”، بعد حوالي ستة أشهر من بحر الدم المسفوح، قد بدا رهان خاسر بكل ما للكلمة من معنى، وإن إسرائيل والولايات المتحدة، باتت مرتاحة ووضعت يدها في ماء بارد من ألا شيء سيحدث من منطقة جغرافية كانت كلما أصابها مكروه نادت عاليا “ياغزة يلا..مشان الله”، لكن لا بواكي لغزة اليوم.

لقد مرت الجمعة الثانية من شهر الجهاد في القدس والضفة بكل هدوء، دون أن يحرك أحد من أجل ما يحدث لغزة ولو حجرا يلقونه على الجيش الاسرائيلي، رغم أن قادة حماس أطلقوا على الطوفان الذي أوصل غزة لما وصلت إليه، “بطوفان الأقصى” تيمنا بهم وبالمسجد.

وما يزيد الطين بلة، أن خطبة الجمعة الماضية على منبر المسجد الأقصى، لم تتطرق إلى شلال الدماء المستمر بغزة، ولا حتى عن الجوع الذي لم يشهد التاريخ مثيلا له، أو حتى عن فتاوى لأهل القطاع المثقل بالهموم والدمار والقتل، تحكي عن التيمم في ظل انقطاع الماء، أو الصوم في ظل الجوع، إنما تحدث خطيب الجمعة في خطبة نارية عن “العنف في المدارس!!!”.

“ظاهرة العنف بالمدارس”، أهذا ما تحتاجه غزة، أهكذا تكافئ غزة وأطفالها المشردين أصلا من المدارس، وشيوخها ونسائها الثكالى، أليس من واجب غزة عليكم أن تنصروها ولو بكلمة على منبر الأقصى؟ لماذا كل هذا النكران، في الوقت الذي تذبح فيه غزة من الوريد إلى الوريد؟ أليس من حق أهالي غزة عليكم نصرتهم ظالمين أو مظلومين؟ أين خطبكم الرنانة السابقة؟ أين من كان ينادي غزة بأن تنتصر له؟

سيسجل التاريخ أن غزة دخلت حربين “2014 – 2021” من أجل الضفة الغربية والمسجد الأقصى، ولكن لم تجد ردا للجميل ولو بكلمة أو بحجر، لقد خذلتموها كثيرا بصمتكم، لقد قتلتمونا بخنوعكم واستسلامكم غير المبرر، لن يكون بعد اليوم “يا غزة يلا مشان الله”، ولن نسمح لأحد منكم أن يناديها، لأنكم كنتم “الخاصرة الرخوة” فعلا وستبقون كذلك، ولأن فلسطين كلها اختزلت في غزة فقط، لأننا تجاوزنا كل شيء وتحملنا ما لا يتحمله بشر، ولكننا لم نعد كما كنا ولن نعود أبدا.

أرجو ألا يكون حديثنا قد عكّر صفو أهالي القدس والضفة والداخل، أتمنى ألا نكون قد أفسدنا عليكم أمسياتكم الرمضانية في باب العامود، أو في ساحات قبة الصخرة، أرجو ألا يكون كلامنا قد أعطى أراجيلكم طعما غير الذي تعودتم عليه، أو أن حلوياتكم وقطايفكم قد انتابها بعض الخلل في نسبة سكرياتها.. بئسا لكم ولخذلانكم واستسلامكم.. أما غزة فلها الله..وأما راهن عليكم وقاد غزة للمحرقة فليذهب إلى الجحيم.

علاء مطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى